مسقط – أ ب، رويترز، أ ف ب – أنهت إيرانوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في مسقط أمس، يوماً ثانياً من المفاوضات في محاولة لتحقيق اختراق يتيح إبرام اتفاق يطوي ملف طهران النووي، بحلول 24 الشهر الجاري. وعقد وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، جلستَي محادثات في سلطنة عُمان. وسُئل ظريف قبل الجلسة الختامية عن إمكان إحراز تقدّم، فأجاب: «سنفعل ذلك في نهاية المطاف». أما كيري فقال: «نعمل بجدّ». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني بارز قوله بعد اختتام المفاوضات أمس: «بعد ساعات من المحادثات حققنا تقدماً ضئيلاً. ما زالت هناك خلافات وفجوات في شأن مسائل». وكانت مصادر مواكبة للمفاوضات ذكرت أن الايرانيين والاميركيين توصلوا إلى نتائج ايجابية في شأن كل المسائل الفنية المرتبطة ببرنامج طهران النووي، بما في ذلك حجم نشاطات تخصيب اليورانيوم وعدد أجهزة الطرد المركزي والمنشآت الذرية. وأشارت الى أن الاجتماع الذي عُقِد مساء أمس، ركّز على مناقشة آلية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، اذ تطالب بأن تتمّ الخطوة دفعة واحدة، فيما تريد واشنطن أن يحدث الأمر تدريجاً. وأشارت المصادر الى ان الايرانيين رفضوا فكرة فتح قناة مالية مباشرة بين طهرانوواشنطن لتسوية هذه المسألة، لافتة الى أن الأمر «يُعتبر التفافاً أميركياً على العقوبات وإبقائها على الاقتصاد الايراني، تحديداً المصرف المركزي». لكن فاعليات اقتصادية في طهران رأت انها قد تقبل إلغاءً تدريجياً للعقوبات، شرط البدء برفع كل القيود المفروضة على المصرف، فور إبرام اتفاق. وأكدت المصادر تلقّي مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما، مشيرة الى أن المرشد لم يُجِب عنها إذ «لا يريد أن تنعكس على أجواء المفاوضات النووية»، ذلك أن طهران تسعى الى إبرام اتفاق «نووي» مع الغرب قبل مناقشة أي تعاون في مجالات أخرى. ونشر الموقع الالكتروني للمرشد مقالاً تضمّن إشارة غير مباشرة إلى الرسالة، لافتاً الى أن الرئيس الأميركي وجّه 3 رسائل مشابهة، عامَي 2009 و2012 و»قبل نحو شهر». وتابع أن «الولاياتالمتحدة تواصلت دوماً مع إيران حين واجهت مأزقاً، وللرسالة الأخيرة التي وجّهها أوباما صلة مباشرة بطرق مسدودة في السياسة الخارجية، خصوصاً المرتبطة بإيران». في غضون ذلك، حذّر الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الاركان الايراني، من ان «الأميركيين يريدون ان يوقعوا إيران في خطأ استراتيجي، لتتخذ خطوة متعجلة في المفاوضات النووية»، من خلال استغلال فزّاعة الجمهوريين بعد فوزهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأسبوع الماضي. وقال: «الديموقراطيون والجمهوريون وجهان لعملة واحدة لتطبيق استراتيجية الولاياتالمتحدة. والحرب الصورية والخلافات الظاهرية بينهم على صعيد التحدي النووي مع إيران، ليست سوى جزء من سياسات خداع يمارسها الاميركيون ضد الشعوب، من أجل متابعة هيمنة الامبريالية الغربية والصهيونية ونهب موارد الدول وثرواتها». وشدد على أن «الشعب والحكومة والمفاوضين في الملف النووي، هم اكثر يقظة ووعياً من ان تنطلي عليهم خدع الاميركيين». الى ذلك، نفت الولاياتالمتحدة تقريراً نشرته صحيفة «تايمز» البريطانية افاد بإجراء طهرانوواشنطن مفاوضات سرية في باكو لتدشين مكتب تجاري اميركي في العاصمة الايرانية، فور إبرام اتفاق «نووي». وأبلغت المسؤولة في البيت الأبيض برناديت ميهان «الحياة» أن هذه المعلومات «غير صحيحة»، مؤكدة أن «لا نقاش» في هذه المسألة. كما نفى رئيس «المركز الايراني للتجارة العالمية» محمد رضا سبزعلي بور، تقرير الصحيفة التي كانت أوردت اسمه في الخبر، بوصفه ممثلاً لطهران في المحادثات مع الأميركيين.