التقى في مسقط، أمس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، لبدء محادثات حول البرنامج النووي الإيراني، بحضور ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في هذا الملف كاثرين آشتون، بهدف التوصل إلى اتفاق قبل موعد انتهاء المهلة المحددة في 24 نوفمبر الجاري. وعلى الرغم من وجود ترجيحات بطلب إيران تمديداً للفترة، التي شارفت على الانتهاء ، إلا أن إيران وبحسب محللين، ستقدم تنازلاتها بتحجيم برنامجها النووي لرفع العقوبات عنها. وحول ذلك قال الباحث في الشأن الإيراني الدكتور محمد السلمي ل"الوطن"، إن الخلافات ما زالت موجودة بين إيران ومجموعة الدول الست "الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا"، حول البرنامج النووي الإيراني والتأكد من سلميته، ورغبة الجانب الإيراني في رفع العقوبات عنه. وأضاف السلمي: مسقط كانت نقطة الانطلاقة في المفاوضات المباشرة بين إيران وأميركا، وهناك آمال كبيرة تعقدها إيران في الوصول إلى حل واتفاق نهائي لإغلاق ملفها النووي، خاصة وأن إيران تعيش في ظل صعوبات اقتصادية كبيرة، رغم تركيز إيران على أن العقوبات المفروضة عليها لا تشكل أي ضعف حقيقي على البلاد إلا أن الواقع عكس ذلك، فإيران تحاول الوصول إلى اتفاق، خاصة وأن ذلك يتزامن مع فوز الجمهوريين بالسيطرة على مجلس الشيوخ والذين ينتقدون بحدة المفاوضات مع إيران، ما يشكل ضغطاً على الجانبين الأميركي والإيراني باحتمالية فرض مزيد من العقوبات على طهران. وقال السلمي إن خلافات الملف النووي الإيراني تتركز حول مستوى تخصيب اليورانيوم وكميات اليورانيوم المخصبة، إضافة إلى آلية رفع العقوبات عن إيران والتي تطالب طهران برفعها بشكل سريع وهو ما يخالف وجهات النظر الغربية بأن تكون هناك آلية طويلة المدى لرفع العقوبات. وبحسب السلمي، فإن اللقاء الحاصل في مسقط هو لقاء تاريخي وصفه بالحرج، خاصة مع قرب انتهاء المهلة المحددة بشأن الاتفاق النهائي، مشيرا إلى وجود ملفات أخرى من المحتمل أن تطرحها الولاياتالمتحدة على الطاولة كتطوير إيران لأسلحتها وصواريخها الباليستية. وحول الرسائل السرية التي بعثها الرئيس باراك أوباما إلى المرشد الإيراني علي خامنئي ودورها في اجتماع الأمس في مسقط، قال السلمي، إن "الولاياتالمتحدة تعلم أن الأمور ليست في يد الفريق المفاوض أو الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، بقدر ما هي بيد خامنئي، خاصة قضية البرنامج النووي وهي تذهب لرأس الهرم مباشرة لا سيما وأن خامنئي لم يرد على هذه الرسائل، التي جاءت إجابتها عبر اللقاء المنقعد أمس، موضحا أن اللقاء هو محطة حاسمة حول الملف النووي الإيراني، الذي استمر أكثر من 10 سنوات.