علمت «الحياة» أن التعاون المباشر بين عشائر الأنبار والقوات الأميركية كان وراء الغارة «الفعالة» على تجمع لعدد من قادة «الدولة الإسلامية» في القائم مساء أول من أمس وأدت إلى قتل عدد من قادة التنظيم، وسط أنباء عن إصابة أبو بكر البغدادي. وفي الموصل استهدفت غارة أميركية أخرى رتلاً لعدد من العربات في عداده بعض من قادة «داعش»، ووصف مسؤولون وشهود الضربة بأنها الأقوى التي يتعرض لها التنظيم في المدينة منذ بدء الغارات الأميركية في آب (أغسطس) الماضي. وأبلغت مصادر مطلعة في الأنبار إلى «الحياة» أمس أن الغارة على مدينة القائم استهدفت اجتماعاً مهماً لعدد من قادة «داعش أبرزهم ولاة الأنبار والفرات وعدد من مساعدي زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي». وأكدت أن «الغارة كانت دقيقة وتمت بالتعاون المباشر بين عدد من عشائر القائم، من الكرابلة والبو محل، والسلمان، وبين القوات الأميركية بعد إبداء هذه العشائر رغبتها في تخليص المدينة من التنظيم، وجرت الاجتماعات في الأردن». ولفتت المصادر إلى إن الولاياتالمتحدة وعبر مصادرها الاستخباراتية أشارت إلى إن قيادات «داعش» تتخذ من القائم منذ أسابيع مكاناً لعقد الاجتماعات واللقاءات لأن هذه المدينة حلقة الوصل بين قيادات التنظيم في الجانبين السوري والعراقي بعد أن أعلن التنظيم عن ولاية الفرات قبل شهور. ولفتت المصادر إلى أن معلومات شبه مؤكدة تشير إلى قتل أبو مهند السويداوي، والي الأنبار، ووالي ولاية الفرات أبو زهراء المحمدي، وأبو عبد الرحمن العفري، وأبو معاذ الجغيفي، وهو أبرز مساعدي البغدادي. وكان «داعش» أعلن «ولاية الفرات» في آب (أغسطس) الماضي، وهي الولاية الوحيدة التي تضم أجزاء من العراق وسورية، وتمتد من مدينة البو كمال السورية، ومركزها محافظة دير الزور، إلى مدينة القائم التابعة لمحافظة الأنبار. وكان التنظيم أزال الدعامات الحدودية والسواتر الترابية والأسلاك الكهربائية، وردم خندق حفره الجيش الأميركي بعد شهور على دخوله الأنبار عام 2005. وأوضح نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي أن «طائرات أميركية تمكنت في ساعة متقدمة ليل أول من أمس، من قصف اجتماع لكبار قادة التنظيم كان يرأسه في منطقة الرمانة القريبة من الشريط الحدودي بين العراق وسورية في قضاء القائم». وأكد الجيش الأميركي في بيان أمس أن «الضربات الجوية استهدفت قادة في تنظيم الدولة كانوا مجتمعين قرب القائم»، وأشار إلى أنه لا ستطيع تأكيد وجود البغدادي في مكان الغارة. وتوقف الحساب الرسمي لتنظيم «داعش» على «تويتر» عن التغريد عصر أمس، فيما تضمنت تغريدات عدد من مؤيديه دعوات إلى الصبر، وإعلان أن الغارة الأميركية استهدفت سوقاً شعبية وأدت إلى قتل مواطنين أبرياء. إلى ذلك، أكدت مصادر وشهود داخل الموصل أن غارة جوية استهدفت قادة التنظيم فدبت الفوضى في المدينة وفقد سيطرته على عدد من المناطق. وقال سعد البدران، وهو أحد شيوخ الموصل في اتصال مع «الحياة» أمس إن «غارة للتحالف الدولي استهدف رتلاً لقادة داعش، قبل ساعات قليلة من الغارة في الأنبار». وأضاف أن «عشرات القتلى والجرحى نقلوا إلى مستشفى المدينة، فيما سادت الفوضى عناصره في باقي المناطق وانسحب عدد منهم من بعضها وتوجهوا إلى وسط المدينة في الجانب الأيمن». وأشار إلى أن «عناصر التنظيم واصل اعتقال العشرات من عناصر الشرطة على رغم إعلانهم التوبة». وفي كركوك، أعلن وكيل وزارة «البيشمركة» الكردية في بيان أمس أن قواته «استطاعت السيطرة على المرتفعات الاستراتيجية الواقعة غرب المدينة».