تعرقل العبوات الناسفة والمنازل المفخخة تقدم الجيش العراقي، وحلفائه من العشائر، إلى مركز قضاء هيت الذي يسيطر عليه «داعش»، فيما إندلعت اشتباكات جديدة في الرمادي، بالتزامن مع وصول عشرات المستشارين الاميركيين الى المحافظة. وجددت وزارة الداخلية أمس تأكيدها إصابة زعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي في غارة شنتها الطائرات العراقية. وقال ضابط رفيع المستوى في «قيادة عمليات الانبار» ل «الحياة» أمس إن «العملية التي بدأها الجيش السبت الماضي لطرد «داعش» من قضاء هيت ما زالت متواصلة ولكنها تواجه صعوبات». وأشار إلى أن «قوات الفرقة الذهبية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب وأبناء عشائر الأنبار تمكنت من السيطرة على قرى الدولاب وخزرج وزخيخة، شمال القضاء وبلدات في ناحية كبيسة جنوبها». وأكد أن «القوات الأمنية وصلت إلى مسافة 20 كلم عن مركز القضاء وتوقفت بسبب حقول الغام زرعت في الطرقات والبساتين ما يستدعي أياماً لتفكيكها». وأفاد أن «عناصر التنظيم انسحبوا الى مركز القضاء وفيه آلاف السكان وهناك خشية من تعرضهم للخطر بسبب العمليات العسكرية». في الرمادي، مركز محافظة الأنبار، أعلنت الشرطة أن «اشتباكات اندلعت امس بين قوات الجيش والشرطة من جهة، وعناصر من تنظيم داعش في شارع 20 ومنطقة الذياب، شمال المدينة، من جهة أخرى». وأضافت أن «قوة من الجيش، بالتعاون مع جهاز مكافحة الإرهاب نفذت عملية خاصة في منطقة البوذياب وتمكنت من قتل القيادي في تنظيم داعش عدي عطالله الشعباني». واعلن العقيد شعبان العبيدي، آمر فوج الطوارئ في بلدة البغدادي امس «وصول نحو 180 مستشاراً عسكرياً أميركياً الى قاعدة عين الأسد ضمن المجموعة الجديدة للمستشارين اضافة الى 3 طائرات مروحية من نوع آباتشي». وأضاف أن «الوفد العسكري الأميركي اجتمع خلال الدقائق الأولى من وصوله مع عدد من القادة الأمنيين لتدريب العناصر». وهاجمت حركة «عصائب أهل الحق» قرار أوباما زيادة عديد المستشارين الأميركيين في العراق. وأفادت في بيان: «مرة أخرى تحاول الولاياتالمتحدة ايجاد الاعذار والحجج لتحقيق وجود بري لقواتها في العراق من خلال سعيها لإرسال الف وخمسمئة عسكري في عنوان مستشار بذريعة تدريب القوات العراقية». واعتبر البيان «هذه الخطوة تغطية على الدور السلبي للمستشارين الأميركيين السابقين الذين لم يقدموا إلى العراق شيئاً يذكر، وان ما يدعي التحالف الدولي انجازه في العراق ما هو الا مصادرة لانتصارات القوات العراقية والمقاومة الإسلامية والحشد الشعبي، ولا سيما في جرف الصخر وآمرلي والآن في بيجي والعديد من المناطق الاخرى وقد اثبتت هذه الانتصارات انتفاء الحاجة الى ما يسمّى الدعم الاميركي». وانتقدت «العصائب» موقف الحكومة المرحب بقرار الإدارة الأميركية وطالبت «البرلمان باتخاذ موقف واضح وحازم تجاه سيناريو ارسال المستشارين الأميركيين لاننا نعتقد بأن مثل هذه الامور يجب ان تناقش أولاً في البرلمان». وجددت وزارة الداخلية العراقية في بيان امس تأكيدها اصابة زعيم «الدولة الإسلامية» ابو بكر البغدادي غرب البلاد، وأعلنت أن «الضربة الجوية التي نفذتها طائرات عراقية بالتعاون مع مديرية الإستخبارات العسكرية استهدفت اجتماعاً في جوار مدرسة الكندي في منطقة سعدة التابعة للقائم، غرب الأنبار، لأخذ البيعة من مجموعة إرهابية قدمت من سورية»، مؤكدة أن «الغارة أسفرت عن إصابة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وقتل حارسيه أبو حذيفة العدناني وأحمد عطاالله». وأضافت أن «الغارة أسفرت أيضاً عن قتل عمر العبسي وهو خبير متفجرات سعودي الجنسية، فضلاً عن مصرع أحمد سالم السلماني الملقب بأبو عمر، وهو مسؤول عما يعرف بأشبال الجنة، ويقف وراء تفجير العديد من الأحزمة الناسفة ضمن ما يعرف بولاية الفرات، ومن بين القتلى المدعو أبو قتيبة مفتي ولاية الفرات، والمسؤول عن إعدام الكثير من المواطنين، فضلا عن أبو يوسف وهو إرهابي سوري الجنسية، وأبو عبدالرحمن الشيشاني، وهو أهم قادة الإرهاب في سورية، وناصر طالب الداهري، وهو قيادي سابق في القاعدة عمل مع أبو مصعب الزرقاوي، كما قتل والي الانبار لطيف السويداوي، وأمير القائم الملقب بأبو خطاب عمر الراوي، أمير أعالي الفرات أبو زهراء المحمدي، وسامر محمد، المسؤول الأمني في القائم، وكنعان مهيدي، أمير راوة ووليد العاني، أمير منطقة عانة». ولفتت الداخلية في بيانها الى أن البغدادي «نقل إثر إصابته الى داخل الأراضي السورية عن طريق المجرم مناف عاصم في عربة إسعاف». وجاء في بيان لوزارة الدفاع أمس: «بناءً على ورود معلومات دقيقة نفذت طائرات القوة الجوية البطلة ضربة موفقة في منطقة السعدية في محافظة ديالى اسفرت عن قتل اربعة من قيادي تنظيم داعش الارهابي هم: معاذ أكرم الراوي، وطارق أحمد وهاب السبعاوي، ومنهل كاظم الجميلي الملقب ابو يمامة، واليمني الجنسية ابراهيم اكرم تكي». وفي صلاح الدين اكد عمار حكمت، نائب المحافظ ،أن « نصف مساحة قضاء بيجي حالياً تحت سيطرة القوات الأمنية، بينما أطراف مدينة تكريت يحاصرها الجيش الذي يخوض اشتباكات مسلحة مع تنظيم داعش «. وأشار الى ان «قوات الامن تخطط لاقتحام تكريت عقب الانتهاء من تأمين بيجي» . وفي الناصرية، قال المحافظ يحيى الناصري في بيان أمس إن « الحكومة المركزية تنوي إلغاء قيادات العمليات في المحافظات الوسطى والجنوبية، بما فيها ذي قار، في إطار خطة أوسع لإخراج الجيش من المدن وتسليم الملف الأمني إلى أجهزة الشرطة المحلية «. وأضاف أن « القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، أكد خلال اجتماعه مع محافظي محافظات الوسطى والجنوبية، الجمعة، أن الحكومة الاتحادية تسعى إلى إقامة منظومة أمنية جديدة، وأنه سيتم خلال الأيام المقبلة تسليم الملف الأمني لوزارة الداخلية حصراً، وإخراج الجيش من المدن». وتابع ان « القيادة العامة للقوات المسلحة ستلغي قيادات العمليات في محافظات الوسط والجنوب وتدمجها مع قيادات أخرى ضمن تشكيلات الجيش».