علمت «الحياة» أن القيادة الأميركية تسعى إلى تنفيذ خطة لعزل «الدولة الإسلامية» في العراق عن عناصره في سورية، بمساعدة وتنسيق مباشر مع عشائر تقطن الحدود، وكانت حليفة لواشنطن ضد تنظيم «القاعدة» قبل سنوات. وقال مسؤول في محافظة الأنبار ل «الحياة» إن «الولاياتالمتحدة أبلغت إلى شيوخ عشائر بارزين، خلال اجتماعات عقدت في الأردن، تذمرها من رفض الحكومة تسليح أبنائها، وسياسات الحكومة السابقة التي أدت إلى انقسامات شديدة بين العشائر». وأضاف المسؤول المحلي الذي طلب عدم نشر اسمه أن «الولاياتالمتحدة نجحت في إقناع عدد من شيوخ العشائر الذين كانوا محل ثقة الجيش الأميركي إبان محاربة القاعدة في المحافظة قبل سنوات، بتكرار التجربة والعمل ضد تنظيم الدولة الإسلامية». وأوضح أن «واشنطن اتفقت مع شيوخ العشائر التي تقطن أقصى غرب محافظة الأنبار وأبرزها عشائر البومحل والسلمان والكرابلة على تسليحها وتقديم الدعم الذي تحتاجه خصوصاً أن هذه المناطق بعيده عن أماكن نفوذ الحكومة الاتحادية». ولفت المسؤول إلى أن أبناء هذه العشائر التي تقطن القائم تمتلك معلومات استخباراتية عن أماكن وجود عناصر «داعش» وأسمائهم وكيفية تفكيرهم، خصوصاً أن عدداً من أبنائها انضم في شكل فردي إلى التنظيم ولكنهم انقلبوا عليه». وكانت «الحياة» كشفت الأحد الماضي أن الغارة الجوية الأميركية التي استهدفت تجمعاً لقادة «داعش» في منطقة الرمانة في القائم تمت بناء على معلومات استخباراتية حصلت عليها واشنطن من عشائر المنطقة. إلى ذلك، كشف المسؤول المحلي الذي يجري لقاءات متواصلة مع مسؤولين أميركيين أن «الولاياتالمتحدة تستعد لتنفيذ خطة لتأمين الحدود العراقية وعزل عناصر داعش في الجانب العراقي عن عناصره في سورية». وأوضح أن مدينة القائم العراقية والبوكمال السورية متصلتان ولا حدود واضحة بينها، كما أن هناك امتدادات عشائرية بين المدينتين، ما يسهل انتقال المسلحين ويصعب مهمة التحالف الدولي، بينما باقي المعابر الحدودية بين العراق وسورية معروفة ويتجنب المسلحون اللجوء إليها لسهولة رصدها وقصفها». وكان «داعش» أعلن «ولاية الفرات» في آب (أغسطس) الماضي، وهي الولاية الوحيدة التي تضم أراضي من العراق وسورية، وتمتد من البوكمال التابعة لمحافظة «دير الزور»، إلى مدينة القائم التابعة لمحافظة الأنبار. من جهة أخرى، أكد أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار ل «الحياة» أمس أن العشائر التي تقطن الحدود مع سورية أعلنت الحرب على «داعش». وأشار إلى أنها أعادت تشكيل «كتائب الحمزة التي كانت رأس الحربة في مواجهة القاعدة في الرطبة والقائم وراوة». ميدانياً، أعلن رئيس مجلس العامرية، غرب بغداد، شاكر العيساوي، أن تنظيم «داعش» يحشد عناصره للهجوم على الناحية من محورين، الأول من منطقة حصي، والثاني من منطقة الجفة. وأفاد مصدر في «قيادة عمليات الأنبار» أن عناصر من «داعش» يحشدون على أطراف قضاء حديثة. وقال إن أبناء العشائر مستعدون لصد أي هجوم على القضاء.