واصل تنظيم «القاعدة» في اليمن هجماته الخاطفة على المواقع العسكرية فاستهدف فجر أمس حاجزاً أمنياً في محافظة البيضاء (جنوبصنعاء) نجم عنه مقتل 8 جنود ومسلحين اثنين، في وقت كثف الرئيس عبدربه منصور هادي مشاوراته مع المسؤولين المحليين في المحافظات وقادة الجيش والأمن، معترفاً باختراق التنظيم الأجهزة الأمنية والعسكرية. وأكدت مصادر أمنية ومحلية ل «الحياة» أن مسلحين من «القاعدة» شنوا هجوماً «مباغتاً فجر أمس، على نقطة تفتيش عسكرية قرب مدينة رداع في محافظة البيضاء، ما أدى إلى مقتل 8 جنود، والاستيلاء على مركبتين عسكريتين وكمية من الأسلحة، فيما سقط اثنان من المسلحين خلال الاشتباكات». وجاء الهجوم بعد سلسلة من الضربات الموجعة التي وجهها تنظيم «القاعدة» خلال الأسبوعين الأخيرين إلى قوات الجيش والأمن في شبوة وحضرموت، بالإضافة إلى استمراره في اغتيال كبار الضباط في مناطق عدة، وسط حالة غير مسبوقة من انفلات الأمن واكبت الخلافات المتصاعدة بين الأطراف السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي يبدأ اليوم جلسته الختامية، على رغم عدم التوصل إلى توافق على شكل الدولة وعدد الأقاليم وقضايا المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية. ورأس هادي أمس اجتماعاً للقيادات المحلية في محافظات مأرب وشبوة وصعدة وحجة وعمران والجوف، بحضور كبار المسؤولين في الجيش والأمن، لوضع حد لأعمال العنف المتصاعدة وانفلات الأمن في هذه المحافظات. واعترف هادي ب «تشتت الأمن وتعقده وضرورة إعادة ضبط أدائه في هذه المحافظات التي تشهد تخريباً للمصالح الحيوية وقطع الطرقات وعمليات الثأر القبلي»، وقال: «إن إدارات الأمن العام في المحافظات مشتتة القوى بين المرضى والجرحى والمتقاعدين ولا بد من تصحيح هذا الوضع حيث تحتسب القوة الفاعلة والعاملة بقوة واقتدار وتتخذ القرارات في من يجب أن يذهب إلى التقاعد وتصحيح الوضع بما يمكن من أداء الواجبات على أكمل وجه وأن لا يحسب على إدارة الأمن إلا ما هو فاعل وقادر». وحذر من تكرار ما حدث في المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا بحضرموت قبل أيام حين اقتحمها تنظيم «القاعدة» واستولى عليها لمدة ثلاثة أيام، مؤكداً «أهمية تقسيم المناطق إلى مربعات أمنية لتسهل مراقبه الإرهابيين والمخلين بالأمن»، كما اعترف بوجود» اختراقات من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي لأجهزة الأمن وقوات الجيش ولا بد من متابعتها». وتطرق اليمني إلى حادثي اغتيال حارس السفيرة الألمانية في صنعاء أول من أمس، وخطف موظف من سيراليون يعمل مع الأممالمتحدة وقال «كنا اختتمنا اجتماعا كبيراً يناقش الوضع الأمني بكل جوانبه وذلك يضع علامة سؤال كبيرة: لماذا هذا الجرم؟ وفي هذا الوقت؟ ولصالح من؟».