قتل الشيخ طارق أحمد ناصر الذهب، القائد الميداني لجماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم «القاعدة» في اليمن، على يد أخيه الأكبر غير الشقيق الشيخ حزام الذهب، في قرية المناسح بمنطقة رداع التابعة لمحافظة البيضاء (170 كم جنوب شرقي صنعاء) في مواجهة دامية بين الأخوين وأتباعهما من مسلحي «القاعدة» ورجال القبائل وقعت فجراً وقتل فيها إضافة إلى طارق وحزام، أخوان آخران شقيقان لطارق وابن أخيهما أحمد علي أحمد ناصر الذهب (21 عاماً)، إضافة إلى عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وأكدت ل «الحياة» مصادر محلية في رداع أن المواجهة الدموية بدأت بين صلاتي المغرب والعشاء مساء الأربعاء في مسجد القرية المجاور لمنازل آل الذهب عندما قام حزام باقتحام المسجد ومعه عدد من المسلحين وطرد الموجودين فيه من أتباع أخيه طارق متهماً إياهم بالإرهاب وإشعال الفتن في المنطقة، وبعد مغادرتهم جاء طارق إلى المسجد للتفاهم مع أخيه، غير أن الأخ الأكبر باشره بوابل من الرصاص من بندقيته الآلية (كلاشنيكوف) فأرداه على الفور، وصوب بندقيته باتجاه أخويه نبيل وأحمد فأصابهما بجروح بالغة توفيا بعدها بساعات. وأضافت المصادر أن حزام الذهب لجأ إلى منزله بعد مقتل وجرح إخوته وعدد من المسلحين الموالين لهم، فقام مسلحون من أتباع طارق بمحاصرة المنزل فجر أمس ثم قصفوه بمختلف الأسلحة، لكن حزام تمكن من قتل وجرح عدد منهم، حينها قام أحد المهاجمين بتفجير الملحق الخارجي للمنزل الذي كان حزام ومن معه يتحصنون فيه، ما أسفر عن مقتلهم جميعاً، في حين قتل ابن أخيه أحمد برصاص المهاجمين أمام المنزل. ولفتت المصادر نفسها إلى أن الخلافات بين الأخوين طارق وحزام تفاقمت في الأسابيع الأخيرة بعدما شعر حزام الذي يتولى مشيخة المنطقة خلفاً لشقيقه الأكبر الذي توفي قبل نحو عام بتنامي نفوذ أخيه في المنطقة مستعيناً بمئات المسلحين من «أنصار الشريعة» الذين قدموا معه من محافظتي أبين وشبوة، واقتحموا مدينة رداع قبل أسابيع عدة وسيطروا عليها لمدة 11 يوماً قبل إخلائها بعد مفاوضات مع مشايخ القبائل، منعاً لإراقة الدماء وتخريب المدينة الأثرية. وقالت المصادر إن حزام لم يكن راضياً عن قدوم مسلحي «أنصار الشريعة» إلى منطقته، وكان ضد اقتحامهم رداع بقيادة أخيه، وأرجعت المواجهة الدموية إلى صراع على النفوذ بين الأخوة والأقارب من آل الذهب. ووصفت المصادر الوضع في منطقة المناسح وآل ربيع في رداع بأنه متوتر جداً، وأن اشتباكات متقطعة تدور بين قبائل المنطقة من أنصار الشيخ حزام والمسلحين المتشددين من أتباع الشيخ طارق الذين يتمركزون في عدد من القرى والجبال المحيطة بمسرح الأحداث. وتابغت أن جماعة «أنصار الشريعة» نصّبوا أحد إخوة طارق «أميراً» جديداً على رداع، ويعتقد أنه يدعى قائد. وكانت محافظة البيضاء شهدت الأربعاء مقتل رئيس اللجنة الإشرافية للانتخابات الرئاسية المبكرة التي تجرى الثلثاء المقبل في اليمن، مع نجله وقائد الحرس الجمهوري في البيضاء العميد ركن خالد وقعة، وأربعة جنود من مرافقيه، في هجوم نفذه مسلحون يرجح أنهم من «القاعدة» أمطروا سيارتهم بالرصاص ولاذوا بالفرار. وجاء هذا الحادث بعد أيام من اغتيال الضابط في الاستخبارات اليمنية العقيد عيضة فرج باعيضة بيد مسلحين من «القاعدة» عصر السبت الماضي أثناء مروره في الشارع القريب من مبنى فرع جهاز الأمن السياسي في المحافظة التي تشهد المحافظة انفلاتاً أمنياً خطيراً. إلى ذلك أكد نجل الرئيس اليمني قائد الحرس الجمهوري العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح أهمية إنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة الأسبوع المقبل، وتأييد قواته لانتخاب المرشح التوافقي نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً جديداً للجمهورية خلفاً لوالده. وقال في كلمة أمام قيادات عسكرية في صنعاء أمس إن «قوات الحرس والقوات الخاصة والأمن المركزي والأمن العام والنجدة ومكونات وفصائل القوات المسلحة اليمنية كافة، تقف ضد كل من يحاول إفشال الانتخابات الرئاسية المبكرة، وستعمل على إنجاحها».