حذر الرئيس السوري بشار الأسد امس تركيا، من أنها ستدفع «غالياً ثمن» دعمها «الإرهابيين»، في إشارة إلى المعارضة التي تسعى إلى إطاحة النظام، في وقت تظاهر أمس سوريون في مناطق مختلفة من البلاد في «جمعة شكراً تركيا». وقال الأسد في مقابلة مع محطة تلفزيون «هالك تي في» التركية المعارضة، إن «تركيا ستدفع غالياً ثمن دعمها الإرهابيين في سورية»، معتبراً أن ل «هؤلاء الإرهابيين تأثيراً على تركيا في المستقبل القريب». وقال الأسد: «ليس من الممكن استخدام الإرهاب كورقة تلعب بها ثم تضعها في جيبك، لأن الإرهاب مثل العقرب، لا يتردد في لدغك عندما يحين الوقت». جاء كلام الأسد بعدما جدد البرلمان التركي أول من امس سنة إضافية موافقته على إرسال قوات تركية إلى سورية في حال دعت الحاجة إلى ذلك. وتم التصويت على الاقتراح بهذا الشأن بفضل الأكثرية المريحة التي يتمتع بها «حزب العدالة والتنمية» برئاسة رجب طيب أردوغان في البرلمان. في المقابل، تظاهر سوريون أمس في مناطق مختلفة من البلاد في «جمعة شكراً تركيا»، وجاء في تعليق على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فايسبوك» حول سبب اختيار هذا الشعار: «لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، شكراً تركيا، فقد تحملتم (الأتراك) الكثير، وقدمتم الكثير، واستقبلتم السوريين كضيوف»، علما أنها تستضيف أكثر من ربع اللاجئين السوريين المسجلين في دول الجوار البالغ عددهم أكثر من مليون شخص. إلى ذلك، قال الأسد إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيشارك في انتخابات الرئاسة المقررة منتصف العام المقبل، لأن الوضع على الأرض يتغير بسرعة كبيرة. وأضاف أنه لن يترشح إلا إذا كان السوريون يريدون هذا، مشيراً إلى أن الصورة ستكون أوضح خلال اربعة أشهر أو خمسة. لكنه اكد التزامه قرار الأممالمتحدة حول نزع الأسلحة الكيماوية، حيث واصل خبراء منظمة حظر السلاح الكيماوي مهمتهم للتحقق من القوائم التي قدمتها السلطات السورية قبل البدء بتدمير الترسانة الشهر المقبل بعد حديثهم أول من امس عن «تقدم مشجع». وفي إسطنبول، ترأس رئيس أركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس أمس اجتماعاً للمجلس العسكري، في حضور 30 عضواً، و «عرض قادة المجلس أهم التطورات الميدانية والعسكرية على الجبهات الخمس في سورية، وأطلعوه (إدريس) على خطط التقدم المستقبلية ضمن أهم المحاور المشتعلة التي تتعرض أماكن فيها للحصار الخانق المفروض من قبل نظام الأسد»، وفق بيان صادر من «الائتلاف»، الذي قال إن إدريس «شرح للقادة الممثلين عن ألوية وكتائب تقاتل نظام الأسد في عموم البلاد، أهمية التمسك بالقيادة المدنية السياسية للثورة السورية ممثلة بالائتلاف، مشدداً على أهمية التقيد بالمبادئ السامية للثورة السورية وقيمها العريقة». وقال البيان إن «المجتمعين أكدوا لإدريس بعد يوم واحد من لقائهم برئيس الائتلاف تمسكهم بقيادة الائتلاف ومواقفه السياسية التي تصب في مصلحة الشعب السوري وثورته المباركة». واُعلن أمس أن الرئيس الأميركي باراك اوباما لن يشارك في قمة دول منطقة آسيا - المحيط الهادئ (آبيك) المقررة في جزيرة بالي الأندونيسية بعد غد، ما يعني عدم حصول لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفق ما أعلن الكرملين أول من امس. لكن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف سيلتقيان وسيبحثان الأزمة السورية. ميدانياً، استولى مقاتلو المعارضة السورية على عدد من الدبابات من مستودعات قوات النظام في ريف دمشق. وقال قائد عسكري معارض في فيديو امس، إن مقاتلي كتائب عدة اقتحموا مستودعات الموقع 555 الخاص بالدبابات في الناصرية في القلمون، ودمروا بعض الدبابات وقتلوا جنوداً من الجيش النظامي واستولوا على عدد من الدبابات. ونفى الأمين العام المساعد ل «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» طلال ناجي في بيان، ما يقال عن أن حل مشكلة أهالي مخيم اليرموك المستمرة منذ عشرة أشهر «باتت قاب قوسين أو أدنى». وأوضح أن المسلحين رفضوا المبادرة الأخيرة التي طرحتها القوى الفلسطينية للخروج من المخيم». واندلعت امس اشتباكات في محيط بلدة الصمدانية الشرقية في القنيطرة في الجولان، ما أدى إلى إعطاب دبابتين للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوفها. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوات النظام قصفت بلدة الصمدانية ومناطق في بلدة جباتا الخشب في الجولان. وقُتل 18 في ريف الحسكة في شمال شرقي البلاد، بينهم 14 من «الدولة الإسلامية»، خلال اشتباكات مع «قوات حماية الشعب» الكردي.