لا تزال تداعيات التمديد للمجلس النيابي اللبناني الذي يصبح نافذاً بدءاً من بعد غد الثلثاء، موعد نشره في الجريدة الرسمية، تفرض نفسها على المشهد السياسي. وأكد عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر ان «تكتل التغيير والاصلاح» انقسم حول التمديد، فتوجه القسم الاكبر منه الى المجلس النيابي وصوت الى جانب التمديد، فتأمنت الميثاقية بحضور 39 نائباً مسيحياً». وتحدث جابر الى «صوت لبنان» عن المواقف الايجابية لتيار «المستقبل»، والتي وصفها «بالوطنية اذ يقوم بتأمين الغطاء للجيش في معركته ضد الارهاب في مناطق اساسية تابعة للمستقبل». وحول خلاف الوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل، اشار جابر الى «ان التحالف القائم في 8 آذار استراتيجي وأكبر من خلافات داخلية تتعلق بمشاريع حكومية ونيابية». وروى جابر أن العماد عون قال للرئيس بري حين التقاه قبل زهاء أسبوعين، إنه سيحضر الجلسة التشريعية التي عقدت الأربعاء الماضي وسيصوت ضد التمديد لأنه سبق أن اتخذ موقفاً ضده، وأوضح جابر أن بري أجابه بأن حضوره الجلسة مهم، وسأله عما إذا كان سيطعن بالتمديد فأجاب عون: «هذا الموضوع اترك لي أن أبحثه ضمن التكتل النيابي». وأضاف جابر: «العماد عون قال إن التمديد سيحصل بعد لقائه الرئيس بري. ونحن كنا أمام سؤال كبير ماذا يحصل بعد 20 الجاري (إذا لم تحصل انتخابات) ونحن اعتبرنا أنه لا يمكن القبول بالفراغ ونحتاج إلى بوليصة تأمين لكي يبقى البرلمان وينتخب رئيس الجمهورية... لكن العماد عون اعتبر أنه لن يحصل شيء بعد انتهاء مدة ولاية البرلمان (من دون انتخابات ومن دون تمديد) وتبقى الحكومة وتشرف على إجراء انتخابات نيابية... وهذه الفرضية لم يقتنع بها أحد. والقوى السياسية التي وقفت مع التمديد فضلت الذهاب إلى خيارات تمكننا من أن نفعّل الحكومة ومن انتخاب رئيس للجمهورية». وحول إمكان البحث في المرحلة المقبلة في قانون الانتخاب، قال جابر: «كما قرأتم في الصحف نقلاً عن الرئيس بري. نحن لم نعد مع قانون اللقاء الأرثوذكسي (تصويت كل الناخبين من كل مذهب للمرشح من المذهب نفسه) لأنه يعيدنا سنوات إلى الوراء. نحن مع قانون الدائرة الكبيرة على أساس النسبية. وإذا كان من تسوية، فيمكن اللجوء إلى قانون مختلط يكون على أساس النسبية بنسبة 50 في المئة و50 في المئة على أساس النظام الأكثري». وقال جابر إنه «ليس صحيحاً أن المجتمع الدولي يربط إعطاء القروض والمنح للبنان بانتخاب رئيس الجمهورية، فقبل أيام وقّع البنك الدولي قرضاً مع لبنان هو الأكبر في تاريخه بقيمة 463 مليون دولار لبناء سد جنة، وأعلن أن لدى لبنان خطاً ائتمانياً بقيمة 1300 مليون دولار، ودعانا الى الإفادة منه لأجل المشاريع». وأشار الى توقيع الهبة السعودية للجيش اللبناني بقيمة 3 بلايين دولار أميركي. ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي «ان مسؤولية القوى السياسية في لبنان هي ألا تذهب إلى إحداث صدوع في الموقف اللبناني». وقال: «في فريقنا السياسي متفقون على الأهداف الكبرى بعيداً عن السيطرة الخارجية، ويقوم على التعدد والشراكة والتوازن، ولذلك فإن التباين الذي جرى بالأمس هو دليل عافية فريقنا السياسي الذي يتألف من أحرار يتخذون قرارهم بإرادتهم وليسوا فرقاء يضطر البعض منهم إلى الانقلاب على تصريحاته السابقة من أجل التزام بموقف فرض عليه من جهات خارجية إثر استدعاءات معروفة. فالعلاقة بيننا وبين التيار الوطني الحر أو العلاقة بين حركة أمل والتيار الوطني الحر هي علاقة بين حرين، وما زلنا في فريقنا السياسي على متانة حلفنا السياسي، وسنواصل هذا الحلف من موقع أنه حلف الأحرار لا حلف التابعين». وأكد ان «يدنا ما زالت ممدودة للحوار الوطني على رغم أننا نعرف أننا على اختلاف عميق في ما بيننا على قضايا مصيرية ووجودية».