اختار المخرج العُماني خالد العامري نص الكاتب العراقي الراحل قاسم مطرود «مجرد نفايات» ليشارك به في الملتقى الدولي الأول للفنون وحوار الثقافات الذي تختتم فعالياته نهاية الشهر الجاري، بحضور فني دولي واسع. ورأى مدير الملتقى أكرم اليوسف أن المشاركة العمانية مهمة كونها فرصة للتعريف بالمسرح العماني وتحقيق هدف الملتقى الذي يحمل شعار «وطن واحد بثقافات متنوعة»، مشيراً إلى مشاركة فنانَين من أبرز التشكيليين العمانيين وهما موسى عمر ونادية البلوشي. والعرض العماني محسوب على المسرح المونودرامي وهو من بطولة عبدالحكيم الصالحي الذي سبق له أن قدم العمل في لندن، وحضره آنذاك كاتب النص قاسم مطرود الذي خرج من المستشفى متكئاً على عصاه وأكتاف عائلته نظراً لإصابته بجلطة. وقال اليوسف ل «الحياة» عن الملتقى الذي تنظمه جمعية «المغرب المتوسط للتنمية والتعاون» إن الهدف من إطلاقه هو «إيجاد فضاء جديد للحوار بين الفنانين والمبدعين من مختلف الثقافات، في وقت آن فيه للمبدعين والمثقفين أن يرفعوا صوت الإبداع والتلاقي والجمال في الوجه البشع للحروب والدمار والكراهية». وأضاف أن هذا الملتقى «يسعى أيضاً إلى التعريف بالتنوع الثقافي الخلاق الذي يتميز به المغرب، ما جعله محط اهتمام من مختلف الثقافات في العالم وملتقى الحضارات، ونموذجاً للمحبة والتسامح والسلام والازدهار». وقال رئيس الجمعية المنظمة ورئيس لجنة التنظيم المصطفى الشهب إن الملتقى وجه دعوات إلى 150 فناناً من مسرحيين وسينمائيين وتشكيليين وموسيقيين وباحثين متخصصين بالأنتروبولوجيا الثقافية من المغرب ودول عدة ليجتمعوا في الرباط ويقدموا إبداعاتهم. وأوضح اليوسف أن الملتقى سيشهد تنظيم سمبوزيوم دولي للفنون التشكيلية يشارك فيه 80 فناناً وفنانة من 30 دولة عربية وأجنبية، و «اخترنا لهذا السمبوزيوم اسم «أركانة» نسبة إلى الشجرة الفريدة في العالم التي توجد في المغرب». وتشهد الدورة الأولى من الملتقى ستة عروض مسرحية من المغرب وفنزويلا وفرنسا، وعرضاً مغربياً فرنسياً مشتركاً وعرضاً عمانياً. وفي مجال السينما سيقدم الملتقى عشرة أفلام قصيرة تتمحور على تيمة واحدة هي تأثير الاغتراب في الإنسان. ويشهد الملتقى أيضاً ندوات فكرية في مجال المسرح والموسيقى والسينما والفنون التشكيلية وحوار الثقافات، يشارك فيها أكاديميون متخصصون من عدد كبير من الدول منها. وستنصب «خيمة الثقافات» التي ستشهد كل ليلة حضوراً لثقافة معينة منها الأمازيغية والحسانية والعراقية والفنزويلية بحيث يكون الديكور والبرنامج والأزياء والطعام والموسيقى مرتبطة بتلك الثقافة. وفي «ليلة فوق مياه أبي الرقراق» هناك أمسية استثنائية من خلال عزف للموسيقى من داخل مراكب تسير في النهر. وقال أكرم اليوسف عن برنامج «حديقة ثقافات العالم» إنه تأكيد للدور المهم الذي تضطلع به الفنون من خلال البيئة، ولذلك سيقوم كل فنان من المشاركين بمرافقة طفل أو طفلة ليغرسا معاً شجرة في فضاء مخصص لذلك، وسيطلق عليه اسم «حديقة ثقافات العالم»، وستحمل كل شجرة اسم الفنان والطفل، بحيث يتابع هذا الطفل رعايتها بشكل دائم. وسيكرم الملتقى مجموعة من المبدعين الذين حفلت أعمالهم بالعطاء الإنساني، منهم الطيب الصديقي ومحمد الجم وأحمد جريد وفاطمة تاباعمرانت من المغرب، وسلمان المالك من قطر، وخالد صالح ووفاء الحكيم من مصر، وخلود سباعي من سورية، ولالة كابر من موريتانيا، وعبد الكريم عبود وأحمد البحراني من العراق، ولفيردو لانسا من فنزويلا، وخوسيه ماريا من اسبانيا، وإدوارد زايتر من الولاياتالمتحدة.