عكفت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس على درس القائمة الكاملة للترسانة السورية، التي التزمت دمشق تسليمها في الموعد الذي حدده الاتفاق الأميركي - الروسي الأسبوع الماضي. في وقت حذرت موسكو الرئيس السوري بشار الأسد من «الخداع» في تنفيذ الاتفاق ورفضت المعارضة اقتراح إيران الحليفة للأسد تسهيل حوار بين المعارضة والنظام. وأكدت «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» من مقرها في لاهاي أنها «تسلمت القوائم المرتقبة من الحكومة السورية بخصوص برنامجها للأسلحة الكيماوية». وقالت إن «الأمانة الفنية (للمنظمة) تدرس حالياً المعلومات التي تم تلقيها». وكانت المنظمة بدأت السبت درس لائحة أولى من هذه الأسلحة تسلمتها من دمشق. ويتزامن درس اللائحة مع مشاورات ديبلوماسية مكثفة تهدف إلى اعتماد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يتناول نزع الأسلحة الكيماوية لدى النظام السوري. ويعد تسليم اللائحة إشارة أولى إلى تعاون دمشق التي وافقت على «اتفاق إطار» يتناول تفكيك ترسانتها الكيماوية، أعلنه وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف السبت الماضي، بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام. ولا يزال اعتماد مشروع قرار في مجلس الأمن متعثراً بسبب طبيعة الإجراءات الملزمة التي ترافقه. وترفض روسيا نصاً ملزماً تريده أميركا وبريطانيا وفرنسا تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة يترافق مع عقوبات أو حتى اللجوء إلى القوة في حال عدم احترام دمشق لتعهداتها، الأمر الذي أعلنت موسكو رفضه. وأرجأت «منظمة حظر الكيماوي» إلى أجل غير مسمى اجتماعها الذي كان مقرراً عقده اليوم والمخصص لبدء درس برنامج التخلص من الترسانة السورية وطلب انضمام سورية إلى المعاهدة الموقعة في عام 1993، باعتبار أن النص الذي كان يفترض أن يستخدم قاعدة عمل للاجتماع ليس جاهزاً بعد وهو لا يزال موضع مشاورات بين الأميركيين والروس. وفي جانب آخر قال مدير الإدارة الرئاسية في الكرملين سيرغي ايفانوف خلال مؤتمر للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في استوكهولم أمس: «ما أقوله في الوقت الراهن هو أمر نظري وافتراضي، لكن إذا تيقنا يوماً من أن الأسد يخادع، فقد نغير موقفنا». وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة «الأنباء السويدية» انه إذا تبين من دون أدنى شك أن أحد الأطراف في سورية كذب عبر نفيه استخدام أسلحة كيماوية، فان «ذلك يمكن أن يجعلنا نغير موقفنا ونستند إلى الفصل السابع... لكن كل هذا شيء نظري، حتى الآن لا توجد أدلة على ذلك». ولم تتمكن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن من الاتفاق على مشروع قرار على رغم اجتماعات عدة حول هذا الموضوع. وبحسب أوساط الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فانه سيدافع الثلثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن «قرار ملزم بقدر الإمكان». من جهتها، طالبت الصين العضو الدائم في مجلس الأمن بتطبيق سريع للاتفاق حول «الكيماوي السوري»، معربة عن أملها في التوصل إلى حل سياسي للأزمة. ورفض «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اقتراح إيران الحليفة للنظام السوري، تسهيل حوار بين المعارضة والنظام السوري معتبراً أنه يفتقر إلى «الصدقية». وقال في بيان أنه يعتبر «إعلان إيران هذا، على لسان رئيسها، أمراً يدعو إلى السخرية»، وذلك رداً على إبداء الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية استعداد حكومته «للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة». واعتبر «الائتلاف» أن إيران الحليفة للرئيس الأسد، «جزء من المشكلة» وأن العرض الإيراني «محاولة يائسة» لإطالة أمد «الأزمة» في سورية. لكن أوساط هولاند قالت إن الرئيس الفرنسي سيحض روحاني لدى لقائهما الثلثاء لحل الأزمة السورية. وقالت مصادر في المعارضة السورية ل «الحياة» إن وفداً من «الائتلاف» برئاسة الجربا سيلتقي خلال زيارته إلى نيويورك عدداً من المسؤولين بينهم كيري ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ووزراء خارجية الدول العربية ومجموعة ال 11 في «مجموعة أصدقاء سورية»، مشيرة إلى أن اتصالات تجري لعقد «لقاء سريع» بين أحمد الجربا والرئيس الأميركي باراك أوباما. ميدانياً، قتل 15 شخصاً بالرصاص والسلاح الأبيض في عملية نفذها الجيش النظام وموالين في قرية الشيخ حديد في حماة وسط البلاد، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأعلن «الائتلاف» أن «الجيش السوري الحر» سيطر أمس على ست قرى قرب «مؤسسة معامل الدفاع» في السفيرة شرق حلب، ذلك بعدما أعلنت غرفة عمليات مشتركة بدء عملية ل «عزل» مواقع النظام في حلب وقطع خطوط الإمداد عن مراكز عسكرية بينها «مؤسسة معامل الدفاع» والمطارين العسكري والمدني. وبدأت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تنفيذ الاتفاق الموقع مع «لواء عاصفة الشمال» في مدينة أعزاز في حلب، حيث أنها أطلقت تسعة محتجزين وسط وجود مطالب بإطلاق ثلاثين آخرين وتنفيذ باقي بنود الاتفاق الذي ضبط التوتر بين «الجيش الحر» و «الدولة الإسلامية».