تباينت المواقف الدولية والعربية حول الاتفاق الروسي الأمريكي على نزع الأسلحة الكيماوية من النظام، ففي الوقت الذي رحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالاتفاق، طالب الائتلاف السوري المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الأسلحة الكيميائية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد وإتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية. وقال العربي في بيان إنه «يرحب بالاتفاق الأمريكي-الروسي كخطوة تيسر التحرك نحو الاتفاق على التسوية السياسية». ودعا العربي «كافة الأطراف القادرة والمؤثرة إلى القيام بدورها عبر مجلس الأمن لتأمين وقف إطلاق نار شامل على الأراضي السورية بغية إنجاح هذا الاتفاق، وتهيئة أفضل الظروف لتوفير المساعدات الإنسانية والطبية الضرورية للشعب السوري وللذهاب إلى المفاوضات في جنيف لتحقيق التسوية السلمية للأزمة السورية». وفي المقابل، قال الائتلاف في بيان له إنه يصر أنه على حظر استخدام الأسلحة الكيميائية التي أدت إلى خسائر في الأرواح بأكثر من 1400 مدني سوري، أن تمتد إلى حظر استخدام القوة الجوية والأسلحة البالستية ضد المراكز السكنية. ولم يذكر بيان المعارضة بشكل مباشر الاتفاق الروسي الأمريكي الذي يأتي إثر مبادرة روسية وافقت عليها دمشق، تقضي بفرض رقابة دولية على الأسلحة الكيميائية سعيا لتفادي ضربة عسكرية لوحت بها واشنطن ردا على هجوم مفترض بهذه الأسلحة قرب دمشق في 21 أغسطس (آب)، اتهمت النظام بالوقوف خلفه. من جانبه أعلن نظام الأسد التزامه بالاتفاق الأمريكي الروسي. وقال وزير إعلامه عمران الزعبي لقناة «آي تي إن» البريطانية «إننا ملتزمون بكل ما يصدر عن الأممالمتحدة. ونوافق على الخطة الروسية للتخلص من أسلحتنا الكميائية. والواقع أننا باشرنا إعداد لائحتنا». وفي هذه الأثناء قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة مع شبكة تلفزيون «تي إف 1» أمس، إن مشروع القرار الذي قدمته بلاده لمجلس الأمن الدولي قد يطرح للتصويت بحلول السبت أو الأحد القادمين. ويجب أن يتضمن نوعا من العقاب في حال عدم التزام النظام السوري بالاتفاق الأمريكي الروسي المتعلق بتفكيك ترسانته للأسلحة الكيميائية. ورأى أن هذا الاتفاق يمثل مرحلة مهمة لكنه ليس نقطة النهاية. وشدد على ضرورة الإبقاء على خيار الضربات العسكرية قائما رغم إمكانية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. إلى ذلك، تلقى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو دعوة من نظيره الأمريكي جون كيري للمشاركة في اجتماع حول سوريا يعقد في العاصمة الفرنسية باريس. ونقلت وكالة (أنباء الأناضول) عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إن كيري تحدث هاتفيا مع أوغلو حول الخطوات التي لا بد من اتخاذها بغية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، وفقا لاتفاق وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف. ميدانيا قصف طيران نظام الأسد حي برزة إثر سقوط قذيفة أمام مركز محافظة ريف دمشق في المرجة حسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، موضحا أن معارك عنيفة اندلعت بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في جنوب العاصمة. وفي دير الزور شن الطيران الحربي غارتين جويتين على حي العرضي ومحيط ساحة الحرية، فيما تواصلت المواجهات في المنطقة الصناعية وحي جبيلة. واشتبك الجيش الحر مع قوات النظام في منطقة السفيرة بريف حلب، بينما عزز الثوار سيطرتهم على الأشرفية وصلاح الدين، في الوقت الذي حاولت فيه قوات النظام بالتعاون مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، دخول المنطقة من جهة الشيخ مقصود.