أخذت كتلة «المستقبل» النيابية موقفاً إيجابياً من مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري الدعوة الى الحوار الوطني، معتبرة أن هذه الدعوة «تتقاطع مع وجهة نظرها»، وفق بيانها الصادر أمس، لكنها دعت الى حصر جدول أعمال «هيئة الحوار الوطني» بموضوع سلاح «حزب الله» وضرورة «سحب عناصره من سورية بما يساهم في إخراج التداخل اللبناني من الوضع السوري»، خلافاً لجدول الأعمال الذي طرحه بري من 6 نقاط، ويشمل شكل الحكومة وبيانها الوزاري ودعم الجيش وقانون الانتخاب والوضع الاقتصادي والاستراتيجية الدفاعية. وجاء موقف كتلة «المستقبل» التي اجتمعت أمس برئاسة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، فيما كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان دعا المسؤولين السياسيين الى «تخفيف سقوف شروط تأليف الحكومة» التي رأى أنها «لن تغيّر في المعادلات والأوضاع في المنطقة». وواصل وفد من كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها بري، لقاءاته مع الفرقاء لتسويق مبادرته الحوارية. وعلمت «الحياة» أن كتلة «المستقبل»، التي تعوّل الأوساط السياسية على استمرار تواصلها مع بري لمحاولة إطلاق الحوار في لبنان بشكل يسمح بالخروج من الفراغ الحكومي الذي يعيشه، ناقشت بنود مبادرة بري وتركت في بيانها للرئيس سليمان «التوقيت الذي يختاره لعقد الحوار الوطني». وقال مصدر في الكتلة إنها حرصت على جدول أعمال الحوار بنقطتي السلاح وانسحاب «حزب الله» من سورية، لأن البحث في «شكل» الحكومة هو من اختصاص سليمان والرئيس المكلف تأليفها تمام سلام، وأن بيانها الوزاري من اختصاص الحكومة نفسها فيما مساندة الجيش هو من صلب العمل الحكومي وأن قانون الانتخاب من اختصاص المجلس النيابي. وقال مصدر في «المستقبل» ل «الحياة» إن وفداً منها سيلتقي ثانية اللجنة المكلفة من الرئيس بري لمتابعة التواصل والحوار حول مبادرته وغيرها من المواضيع، خصوصاً أن الاجتماع الذي عقده السنيورة وعدد من نواب «المستقبل» مع النواب ياسين جابر وميشال موسى وعلي بزي أول من أمس «كان صريحاً جداً من دون مواربة أو التباس حول المواضيع الخلافية». وتابع ممثلو بري اجتماعاتهم مع السياسيين، والتقوا مساء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي قال جعجع إنه أبلغ الوفد «أن تجربتنا مع طاولة الحوار منذ 2006 كانت غير مشجعة والبعض كان يستعملها، طبعاً ليس فريق بري، لخطوات ليس بما يأتي من الحوار». ورأى أنه «ولا في حال من الأحوال نقبل بمعادلة: الشعب والجيش والمقاومة». وأشار الى أن البحث تطرق الى «تفاصيل من أهمها تشكيل الحكومة، وعلى سليمان وسلام القيام بذلك، ولكن التئام طاولة معينة لطبخ حكومة ما موضوع آخر... القصة ليست اننا نرفض مبادرة بري لكنها لا تؤدي الى مكان بشكلها الحالي. والقول إن الحوار أفضل من لا حوار هو مضيعة للوقت. صار لازماً أن تتشكل الحكومة وليتحمل المجلس النيابي المسؤولية».