بعد توقف مدة عامين، يعود برنامج «شاعر المليون» في نسخته السادسة التي تشهد تغييرات عدة لإعادة الوهج إلى البرنامج مرة أخرى، لاسيما أن النسختين الأخيرتين لم تحققا النجاح الذي يطمح له مسيرو المسابقة الشعرية الأولى على مستوى الوطن العربي. وتنطلق جولات البرنامج نهاية العام الحالي، لكنها لم تحدد مواعيد مقابلة الشعراء وكذلك مقار جولات البرنامج، وربما تكتفي لجنة تحكيمه بجولتين في الكويت والإمارات، خصوصاً وأن السعودية لم تسمح للبرنامج بمقابلة المشاركين على أراضيها في النسخة الماضية بعد أن حددت اللجنة مواعيد وأماكن «جولة الرياض». وتغيب جولة قطر عن البرنامج في العام الحالي لكنه لم يتأكد ذلك حتى الآن بسبب بعض الخلافات السياسية غير المعلنة بين أبوظبي والدوحة. وبدأ البرنامج باستقبال مشاركات الشعراء أمس (السبت) وتستمر حتى نهاية الشهر المقبل، وينطلق البث المباشر له من مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي في كانون الثاني (يناير) المقبل. وعودة «شاعر المليون» حالياً فرصة للشعراء المغمورين للمشاركة، خصوصاً وأن معظم المسابقات الشعرية لم تصل إلى مستواه، لكن نسختيه الماضيتين مرتا بلا أثر في الساحة الشعبية، ما يهدد مستقبل مسابقات الشعر التي ظهرت في الخليج خلال الأعوام السبعة الماضية في حال تعرضها للفشل الشعري. وتبدو جائزة المركز الأول في «شاعر المليون» التي تصل إلى خمسة ملايين درهم إماراتي مغرية للشعراء، ما يدعو أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى التفاؤل في حضور مشاركين من دول عدة، إلا أن المال أصبح مطمعاً للشعراء الشبان الذين لا يعرفهم أحد مع ظهورهم الأول أمام لجنة البرنامج الإماراتي. يقول مدير أكاديمية الشعر سلطان العميمي: «شروط المشاركة في البرنامج والقبول تعتمد على معايير وأسس فنية ونقدية صارمة في الشعر النبطي، خصوصاً في ما يتعلق بشروط الوزن والقافية واللغة الشعرية المستخدمة من ناحية التعبير وكيفية تناول الغرض الشعري والبناء الفني للقصائد والصور والتراكيب المستخدمة فيها». ويضيف أن طلبات الاشتراك للشعراء تقبل للذين لا تقل أعمارهم عن 18 عاماً ولا تتجاوز 45 عاماً، ويتوجب على من يود التقدم للاشتراك في المسابقة أن يتقدّم بطلب الاشتراك مرفقاً معه قصيدة نبطية موزونة ومقفاة، على ألا تتعدى القصيدة 20 بيتاً ولا تقل عن 10 أبيات، وتكون القصائد المرسلة مطبوعة ومراجعة من طرف الشاعر في صورة جيدة ومرفقة بنموذج الاشتراك، ولا تقبل القصائد المكتوبة بخط اليد. من جهته، يؤكد مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في هيئة أبوظبي عيسى المزروعي أن «شاعر المليون» ومنذ انطلاقته في نسخته الأولى عام 2006، استطاع تغيير خريطة الشعري النبطي وإعادة فرز الساحة الشعرية وترتيبها وإنصافها، وأصبح هو المقياس الحقيقي لشاعرية الشاعر ومدى قبوله لدى الجمهور، إذ اعتمد على ساحة مفتوحة ومنافسة شريفة ولجنة تحكيم منصفة وجمهور يتمتع بذائقة وحس فني كبير، إضافة إلى الشفافية والصدقية في الطرح والأداء، وحاز دون منازع على أكبر متابعة جماهيرية لفعالية شعرية.