أكد رئيس اقليم كردستان زعيم الحزب «الديموقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني أن «تاريخ وقيادة الحزب يتعرضان منذ فترة لهجوم عدائي»، ودعا أنصاره إلى عدم «الانشغال بالرد». وأعلن تشكيل تحالف مؤلف من 50 منظمة مدنية لمراقبة الانتخابات المقررة في 21 من الشهر الجاري. وانطلقت الأسبوع الماضي الحملات الانتخابية في إقليم كردستان لاختيار111 نائباً، باعتماد نظام القائمة شبه المفتوحة، ويتوقع أن يشهد الإقليم تغيراً في موازين القوى مع اشتداد المنافسة بين الحزبين الرئيسين «الديمقراطي» و «الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس جلال طالباني، بعد قرارهما خوض الانتخابات بقائمتين منفصلتين، وحركة «التغيير» أكبر القوى المعارضة بزعامة نوشيروان مصطفى المنشق عن حزب طالباني. وقال بارزاني في كلمة ألقاها خلال مهرجان انطلاق الحملة الانتخابية للحزب مساء أول من أمس في أربيل: «من مدة يتعرض تاريخ ورئاسة الحزب لحملة عدائية، ولكن في النهاية فإن النصر سيكون للحزب»، ودعا أنصاره إلى «عدم الانشغال بالرد على التهم، دعوهم يطلقوا ما شاؤوا، لكن يجب أن تكون إرادتكم قوية لخدمة شعبكم». مبدياً استعداده «للتعاون مع جميع القوى». وكانت وسائل إعلام بعضها تابع للمعارضة بثت تقارير اتهمت فيها «الحزب الديمقراطي بالخيانة لاستعانته بقوات النظام السابق في طرد قوات حزب طالباني من اربيل في 31 آب (أغسطس) عام 1996»، وذلك في أعقاب حرب داخلية استمرت اربع سنوات قسمت الإقليم إلى إدارتين في اربيل والسليمانية، وخلفت آلاف القتلى والجرحى. وشدد بارزاني على «أهمية المكاسب التي تحققت في الإقليم، خصوصاً خلال نضال الحزب الديموقراطي الكردستاني، وأن الأكراد اصبحوا الآن عاملاً مؤثراً قوياً لتحديد المستقبل السياسي للمنطقة»، ولفت في محور آخر من الخطاب إلى «أهمية إنجاح المؤتمر القومي الكردي لبلورة خطاب سياسي موحد للمنطقة»، داعياً القوى الكردية السورية إلى «توحيد الصفوف لتحقيق أهدافها القومية». ومن المقرر أن تستضيف اربيل منتصف الشهر الجاري «المؤتمر القومي الكردي» الذي يضم قوى وشخصيات من أكراد العراق وسورية وإيران وتركيا، لرسم «استراتيجية وخطاب موحد». إلى ذلك، قال نائب رئيس الحزب رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في كلمة متلفزة إن «هذه الانتخابات مصيرية بالنسبة لنا، وعلينا العمل لإظهار قوتنا ونجاحنا، خصوصاً أن هذه هي المرة الأولى التي نخوض فيها الانتخابات بقائمة منفردة منذ عام 1992»، وأكد «أهمية التحالف الاستراتيجي مع الاتحاد الوطني كمكسب كبير حققنا فيه الاستقلال والاستقرار، ونرى ضرورة استمراره وفق الظروف». وحصد ائتلاف الحزبين الرئيسيين في انتخابات الدورة السابقة 59 مقعداً، فيما حلت حركة «التغيير» في المركز الثاني بحصولها على 25 مقعداً. وفي السياق ذاته أعلنت مدير منظمة «سمارت» جيمن صالح خلال مؤتمر صحافي أمس «تشكيل تحالف يضم 56 منظمة مدنية لمراقبة الانتخابات»، مشيرة إلى «تخصيص 500 مراقب تلقوا دورات حول كيفية المراقبة، التي تشمل أيام الاقتراع وعمليتي فرز الأصوات وإعلان النتائج».