رغم تمكن قائمة من المنشقين عن حزب الرئيس العراقي جلال طالباني، خاضت حملتها الانتخابية تحت عنوان محاربة الفساد، من زعزعة الهيمنة التقليدية للحزبين الكرديين الكبيرين في اقليم كردستان للمرة الاولى منذ عقود، إلا انه من غير المرجح ان تسفر نتائج الانتخابات البرلمانية في الاقليم الكردي، الذي يتمتع بحكم ذاتي موسع، تغييراً جذرياً على هيمنة الحزبين الرئيسيين «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة طالباني و «الحزب الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني الذي من المرجح اعادة انتخابه رئيساً للاقليم. ويتوقع ان تسفر الانتخابات التي أجريت السبت، عن تقدم قوى المعارضة، خصوصاً قائمة «التغيير»، بزعامة نوشيروان مصطفى الرجل الثاني سابقاً في قيادة «الاتحاد الوطني» ما يعزز احتمال تحالف بين قائمتي «الخدمات والاصلاح» و»التغيير» لتشكيل جبهة عريضة للمعارضة في البرلمان المقبل للاقليم الكردي. وتوقع مسؤول في قائمة «التغيير» حصول القائمة على 28 مقعداً، كما توقع مصدر في قائمة «الخدمات والاصلاح»، التي تضم اربعة احزب اسلامية ويسارية، الفوز ب 17 مقعداً، وبالتالي فان المعارضة قد تشغل حوالى 45 مقعداً في البرلمان المقبل من أصل 111. وفي حال تأكدت هذه النتائج الأولية، ستحظى قائمة «الكردستانية» بعدد مقاعد يراوح بين 53 و55 مقعداً بالاضافة الى 11 مقعداً مخصصة للاقليات من تركمان ومسيحيين متحالفين تقليدياً مع بارزاني. لكن مصادر «الحزب الديموقراطي» ذكرت ان «التصويت الخاص لم يفرز بعد، وكله من قوات الأمن والبشمركة والسجناء والمرضى والكوادر الطبية، الامر الذي قد يغير المعادلة لمصلحة القائمة الكردستانية». وعلى رغم شكوى قوى المعارضة من حصول انتهاكات واسعة خلال الانتخابات واتهامها السلطات الحاكمة في الاقليم بتنفيذ «خطة مدبرة لتغيير النتائج لمصلحتها» إلا ان المفوضية العليا للانتخابات أعلنت ان التصويت كان خالياً من الانتهاكات الى حد بعيد. وسجلت المشاركة على مستوى الاقليم ما نسبته 78.5 بالمئة بينما يبلغ عدد الناخبين اكثر من مليونين ونصف المليون. أما بارزاني،الذي تنافس على رئاسة الاقليم مع اربعة مرشحين آخرين خلال اول انتخابات رئاسية تجري بواسطة الاقتراع العام المباشر، فيتوقع ان يفوز بولاية ثانية بنحو 70 في المئة من الأصوات. وذكرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في بيان ان النتائج الاولية للانتخابات ستعلن اليوم الاثنين. وكانت مديرة الدائرة الانتخابية في المفوضية العليا للانتخابات حمدية الحسيني صرحت بأنه «بامكان ممثلي الاحزاب معرفة النتائج الاولية»، واشارت الى ان «النتائج النهائية ستصدر من بغداد» بعد ايام قليلة. وقال منسق برامج شبكة «شمس» لمراقبة الانتخابات هوكر شتو ان «النتائج الاولية تؤكد ولادة حكومة قوية الى جانب معارضة قوية». واضاف شتو،الذي نشرت شبكته 2500 مراقب في كل مناطق اقليم كردستان، ان «القائمة الكردستانية ستحصل على مقاعد كافية لتشكيل الحكومة كما ان قائمة التغيير ستحصل على مقاعد لتشكل معارضة قوية داخل البرلمان». واعتبر شتو ان «نتائج الانتخابات تعبر عن الواقع الذي كان موجوداً وتأتي مماثلة لتوقعات المواطنين».