خالفت أسعار العديد من منتجات الخضراوات التوقعات التي أطلقها تجار بالانخفاض بعد عيد الفطر المبارك، وسجلت أسعار بعض الأنواع في أسواق الرياض ارتفاعات قياسية خلال الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري، تجاوزت نسبتها 120 في المئة. وعزا بائعون وتجار في سوق الخضراوات جنوبالرياض، في حديثهم إلى «الحياة»، هذا الارتفاع إلى قلة الإنتاج من المزارع، وتلاعب العمالة الوافدة بالأسعار في سوق الجملة، فيما استغرب عدد من المستهلكين غياب الرقابة على سوق الخضراوات التي تشهد تلاعباً ومضاربات في أسعار الخضراوات من وقت إلى آخر من العمالة وبعض التجار، إذ يفتعلون أزمات لبعض المنتجات لتصريف الكميات الموجودة لديهم في البرادات والمزارع. وقال تاجر الخضراوات والفاكهة عبدالله الدوسري إن سعر صندوق الخيار الصغير كان قبل أسابيع يباع في السوق بنحو 6 ريالات، ووصل سعره الآن إلى أكثر من 20 ريالاً في معظم أسواق الهايبر والسوبر ماركت ومحال الخضراوات الصغيرة، ووصل سعر الكيلو إلى 8 ريالات من 4 ريالات، أما سعر الكوسة فزاد سعر الكيلو من 6 ريالات إلى 13 ريالاً، كما ارتفع سعر كيلو البامية إلى 20 ريالاً من 9 ريالات. وأوضح أن معظم الباعة في السوق يسعون إلى تصريف بضاعتهم على رغم ارتفاع الأسعار، خوفاً من تلفها بسبب ارتفاع حرارة الجو هذه الأيام، مشيراً إلى أن الكثير من المستهلكين يتجهون إلى تقليل الكميات التي يشترونها من معظم منتجات الخضراوات بسبب ارتفاع الأسعار في شكل كبير. من جهته، قال بائع الخضراوات محمد محسن إن «سوق الخضراوات تشهد منذ الأسبوع الماضي ارتفاعات كبيرة في أسعار بعض المنتجات مثل الخيار والكوسة والبامية، وتجاوزت الارتفاعات 120 في المئة، فسعر الصندوق الكبير للكوسة زاد من 45 ريالاً إلى 100 ريال، وكذلك البامية التي ارتفع سعرها من 55 ريالاً إلى 120 ريالاً، في حين وصل صندوق الخيار إلى 100 ريال، بزيادة أكثر من 130 في المئة مقارنة بسعره قبل أسابيع». وعن سبب تلك القفزات على رغم انتهاء شهر رمضان وتراجع الطلب من المستهلكين، قال: «سبب الارتفاعات يرجع إلى تجار الجملة والعمالة والمضاربات التي يقومون من خلالها برفع الأسعار، ونحن نقوم ببيعها بهامش ربح محدود لا يتجاوز خمسة ريالات للصندوق، والمتضرر الكبير في هذه الحال المستهلك الذي يدفع ثمن هذا التلاعب». وأكد محسن أن معظم المنتجات التي ارتفعت أسعارها منتجة من المزارع المحلية، مشيراً إلى أن التجار برروا الارتفاع بتراجع الإنتاج بسبب درجات الحرارة الشديدة وتلف الكثير من المنتجات، ما تسبب في ارتفاع الأسعار، وأشار إلى أن هناك طلباً كبيراً من المطاعم على رغم ارتفاع الأسعار. من ناحيته، أعرب المستهلك فهد القحطاني عن استيائه من الارتفاعات الجنونية في أسعار الخضراوات، وطالب بوجود مراقبين للأسعار «سواء من وزارة التجارة أم من أمانة منطقة الرياض التي لها مكاتب وسيارات تتجول في السوق، وهي مع الأسف لا تتدخل في الأسعار». وأشار إلى أن الأسعار تسير وفق تحركات تجار الجملة، والعمالة غير السعودية التي تضارب بالأسعار على رغم القرار الصادر قبل أعوام بسعودة أسواق الخضراوات والفواكه، متسائلاً: «أين جمعية حماية المستهلك للحد من الارتفاع غير المبرر في الأسعار بسبب جشع التجار والمتلاعبين بالأسعار؟». وطالب بضرورة إيجاد مؤشر للأسعار في الأسواق المركزية يحدد الأسعار، ما يسهم في القضاء على تلاعب العمالة والتجار بالسوق وتحكمهم في الأسعار.