حاصرت مجموعة مُسلحة مركزاً تابعاً للحرس التونسي (الدرك) في بلدة "أم لظفار" التابعة لمحافظة القصرين قرب الحدود الجزائرية والتي تشهد منذ مدة عمليات عسكرية واسعة بين الجيش التونسي وعناصر مسلّحة يُعتقد أن لها صلة ب(تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي). وقالت مصادر أمنية محلية إن "اشتباكاً عنيفاً إندلع ليلة الإثنين-الثلاثاء بين مجموعة مسلّحة وأفراد الدرك التونسي الذين كانوا داخل مركز أمني في بلدة "أم لظفار" في منطقة "حيدرة" على بعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود الجزائرية. وأوضحت أن "المسلحين الذين قُدر عددهم بنحو 8 أشخاص، استخدموا القنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة، فيما ردّ عليهم أفراد الدرك التونسي قبل أن تصلهم تعزيزات عسكرية كبيرة مدعومة بطائرة هيلوكبتر، حيث تواصلت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الأولى". ولم تُعلن السلطات الرسمية التونسية عن سقوط ضحايا خلال هذه الاشتباكات، واكتفت بالإشارة إلى أن القوات العسكرية والأمنية مازالت تُحاصر المنطقة وسط تبادل متقطع لإطلاق النار. وفي المقابل، تحدثت مصادر إعلامية محلية عن إصابة دركيين تونسيين بجروح متفاوتة الخطورة، لافتة إلى أن هذه العملية التي وُصفت ب"الإرهابية" هدفها تخفيف الضغط على العناصر المتواجدة في منطقة جبل الشعانبي التي تعرضت أمس لقصف جوي ومدفعي كثيف. وكان مصدر عسكري قد أعلن أمس أن الطائرات الحربية التونسية شنّت غارات جوية على جبل "سمامة" من منطقة جبل الشعانبي المحاذية للحدود مع الجزائر، وذلك في إطار مطاردة "عناصر إرهابية" مرتبطة بتنظيم القاعدة. ونقل التلفزيون الرسمي التونسي ليلة الإثنين-الثلاثاء عن مصدر عسكري لم يذكره بالاسم قوله، إنه تم العثور على جثث متفحّمة لإرهابيين لم يُحدد عددها، فيما ذكرت إذاعة "موازييك أف أم" المحلية نقلاً عن مصادر أمنية أن عدد هذه الجثث تجاوز الستة. وبدأ الجيش التونسي عمليات عسكرية واسعة في منطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين في أعقاب مقتل 8 عسكريين في 29 تموز/يوليو الماضي في كمين نصبه مسلحون ينشطون منذ مدة في هذه المنطقة الواقعة على بعد نحو 250 كيلومتراً غرب تونس العاصمة.