يشن الجيش التونسي عملية جوية وبرية واسعة النطاق على معاقل مسلحين متشددين في منطقة جبل الشعانبي بمحافظة القصرين الواقعة بغربي البلاد، والقريبة من الحدود مع الجزائر. وقال الناطق باسم الجيش توفيق رحموني لإذاعة «موزاييك إف إم» إن عملية واسعة النطاق بدأت فجر أمس بمشاركة وحدات جوية وبرية، مشيرا إلى أن اشتباكات بدأت بين العسكريين ومجموعة إرهابية في ساعة متأخرة البارحة الأولى. وذكرت مصادر إذاعية تونسية، أن عمليات القصف الجوي شملت المناطق الجبلية المحيطة بقرى «بئر أولاد نصر الله»، و«رأس الثور»، و«وادي الحطبط التي شهدت البارحة الأولى اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش التونسي ومسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وبحسب إذاعة «موزاييك إف إم»، التونسية، فإن الجيش استخدم مدفعية الميدان أيضا لقصف تلك المناطق، وذلك بعد «الكشف بالتعاون مع المخابرات الجزائرية عن وجود نحو 53 إرهابيا مسلحا يختبئون فيها». ونقلت إذاعة «موزاييك إف إم» عن مصادر أمنية لم تذكرها بالاسم، قولها «إن الإرهابيين توزعوا على مجموعتين الأولى تتألف من 45 عنصرا تحصنت بتلال بلدة (بئر أولاد نصر الله)، والثانية تتشكل من 8 عناصر في بلدة (رأس الثور)». وأشارت المصادر إلى أن هذه العملية الجوية قد «تتواصل على مدى 3 أيام، حيث وصلت صباح أمس تعزيزات عسكرية إضافية إلى محافظة القصرين لمواجهة الإرهابيين». وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين وحدات من الجيش التونسي ومسلحين بمناطق جبلية في محافظة القصرين المحاذية للحدود الجزائرية، غير بعيد عن المكان الذي قتل فيه 8 عسكريين تونسيين الاثنين الماضي في كمين نصبه مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة. من جهة أخرى، اعتبرت رئيسة منظمة أرباب العمل التونسية وداد بوشماوي، أن الوضع الاقتصادي في البلاد أصبح كارثيا. وقالت بوشماوي في حديث بثه التلفزيون التونسي الخاص «نسمة تي في» «إنه لابد من دق ناقوس الخطر، وإطلاق صيحة فزع إلى جميع الأطراف السياسية في البلاد، مفادها أن الاقتصاد التونسي أصبح في وضع كارثي». واعتبرت أن الاهتمام بالشأن السياسي «فاق الاهتمام بالشأن الاقتصادي الذي بات منسيا، حتى غابت الاستثمارات، واستفحلت عمليات التهريب التي تخرب الاقتصاد، وتسهل دخول السلاح والمخدرات للبلاد». ومن جهته، قال الخبير الاقتصادي التونسي محسن حسن، في حديث إذاعي، إن الحركة الاقتصادية في تونس «تشهد شللا تاما حيث انخفض مؤشر البورصة، وتراجعت قيمة صرف الدينار التونسي بسبب الأحداث الأمنية التي تشهدها البلاد»، وذلك في إشارة إلى اغتيال المعارض محمد براهمي، والاشتباكات المسلحة في غرب البلاد.