فتحت جهات مختصة في محافظة جدة تحقيقاً موسعاً في قضية العثور على جثة يتيم متعفنة ومتحللة لأحد أبناء المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بجدة والذي كان سيحتفل بعيد ميلاده ال18 بعد يومين. وأوضح مصدر ل «الحياة» أن الوفاة حدثت في أول أيام عيد الفطر ما بين الساعة 12 ظهراً إلى فترة العصر، مشيرة إلى أن الطب الشرعي أكد ذلك بعد معاينة الجثة، إذ أكدت صورة السجل الطبي الخاص بالطب الشرعي أن الوفاة حدثت منذ أربعة أيام. واعتبر مدير المؤسسة الخيرية لرعاية الايتام في محافظة جدة غازي الغامدي في تصريح إلى «الحياة» أن اليتيم المتوفى محمد عبدالله هو بمثابة ابنه، مشدداً على أنه لن يتحدث بشيء غير حقيقي أو خلاف الواقع. وقال إن المتوفى ذهب مع زملائه والمشرفين في رحلة إلى منطقة المدينةالمنورة في آخر خمسة أيام من رمضان، وتم تأمين الرحلة والسكن لهم، ومكثوا في المدينة ثلاثة أيام، وحضروا ختم القرآن ثم عادوا إلى سكنهم في جدة. وأضاف أن اليتيم محمد عبدالله مريض ويعاني من «السكري»، مشيراً إلى أن نسبتة ترتفع في بعض الأوقات، إضافة إلى أنه غير متقيد بتعليمات الطبيب والبرنامج العلاجي المطلوب من مريض السكري بحكم صغر سنه وبرغم تنبيهات زملائه والمشرفين عليه بهذا الخصوص. وبين أن محمد عانى من نوبة ارتفاع السكري بعد عودته ليلة العيد، وتم نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة، موضحاً أنه كان من المفترض أن يبقى في المستشفى لتلقي العناية اللازمة، وأردف: «لكنه دائماً عند دخوله للمستشفى لا يقبل بالمكوث فيه، وخرج ذلك اليوم على مسؤوليته بحكم أنه تجاوز سن ال18 من عمره». ولفت الغامدي أن محمد تناول وجبة الإفطار صباح العيد مع زملائه ومدير السكن، وبقية المشرفين، وأضاف: «طلب منه مدير السكن أن يسكن مع أحد زملائه بدلاً من مكوثه في غرفته وحيداً، لا سيما أن وضعه الصحي لا يسمح ببقائه وحيداً خوفاً عليه من نوبات السكري، لكنه رفض وأصر أن تكون له غرفته الخاصة». وبين أن المؤسسة قامت بعمل برنامج للأبناء فترة العيد إذ كان أول يوم عبارة عن حفلة معايدة، واليوم الثاني رحلة إلى صالات الألعاب، وفي اليوم الثالث كان لديهم رحلة لإحدى الاستراحات لممارسة السباحة وكرة القدم والأنشطة الرياضية الأخرى. وأشار إلى أن محمد لم يكن موجوداً في البرنامج في اليوم الأول، إذ إن الجميع أكد أنه مع أصدقائه الذين كان معهم سابقاً من مكة أو جدة كعادتهم، وقال: «لم يشارك في برنامج اليوم الثاني وهنا بدأ مدير السكن والمشرفون يتساءلون عن محمد، وتم الاتصال على هاتفه النقال أكثر من مرة ولكنه لم يرد». وأوضح: «صدرت رائحة من غرفة محمد، وهو ما دعا المشرفين والأبناء إلى التواصل معه شخصياً، إذ وجههم بضرورة الاتصال بالشرطة والدفاع المدني». وأكد أن اكتشاف الرائحة كان مساء الأحد الماضي، وبعد حضور الدفاع المدني تم التأكد أن الرائحة تتعلق بجثة اليتيم محمد، موضحاً أن الجثة لم تكن متعفنة بحسب تقرير الطبيب الشرعي الذي أكد أن الوفاة حدثت من حوالى 12 إلى 24 ساعة. وقال: «تم نقل الجثة إلى مستشفى الملك عبدالعزيز لإنهاء الإجراءات الرسمية وأخذ التصريح الخاص بالدفن، مؤكداً على أن المؤسسة في محاولات جاهدة لدفن محمد أمس الإثنين، خصوصاً في ظل عدم وجود شبهة جنائية ولكن ربما يتأخر الدفن لأن مدير شرطة جدة غير موجود وفي إجازة حالياً». وأضاف: «أريد أن أوضح الفرق بين دار الإيواء والشقق، إذ إن النظام ينص على أن الأبناء عندما تصل أعمارهم إلى 18 سنة ينتقلون إلى نظام الشقق، ويكون الإشراف عليهم أقل من دار الإيواء وذلك لتهيئتهم للعمل و الزواج والانخراط في المجتمع». وعن المبنى الذي يسكنه الأبناء والذي وقعت فيه الوفاة، كشف الغامدي أنه مكون من أربع شقق وكان هناك اتفاق مع المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بأن السكن غير مهيأ ليستمر الأبناء فيه، مشيراً إلى أنه تمت الموافقة على استئجار فيلا خاصة لهم، وأن يتم الانتهاء من الاستئجار والتأثيث قبل نهاية العقد والذي سينتهي العام المقبل. وأكد أنه تسلم شيك تأثيث للفترة المتبقية للأبناء في الشقق لتحسين وضعهم خلال فترة إقامتهم المتبقية فيها على أن يتم البدء في التأثيث اليوم، مبيناً أن المدير والمشرفين لهم مكاتب موجودة داخل المؤسسة ويكونون موجودين فيها. وكشف أنه تم الاتفاق مع الأبناء لتجميع مبلغ مالي خاص لبناء مسجد باسم محمد عبدالله خارج المملكة الشهر المقبل كمبادرة من إخوته ومن المؤسسة. من جهة اخرى اتصلت «الحياة» على المتحدث الاعلامي في شرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق للحصول على تعليق الشرطة حول القضية إلا أنه لم يتم الرد.