تشهد إمارة دبي تدفقاً سياحياً خليجياً قياسياً، إذ ازدحمت مراكز التسوق والفنادق والمطار ومعابر الإمارة البرية بالسياح من دول الخليج، كما يُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة حتى منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل تدفق مزيد من السياح الخليجيين، قبيل بدء العام الدراسي. وأكد خبراء أن دولة الإمارات تشهد أعلى المعدلات لجهة عدد الزوار الخليجيين، إذ رفعوا توقعاتهم لهذه الفترة إلى نحو مليوني سائح خليجي، معظمهم من السعودية. وأشاروا إلى أن الأسابيع الأربعة بعد عيد الفطر تمثل فترة الذروة بالنسبة للسياحة الخليجية في الدولة. ووصلت الحجوزات المؤكدة لفترة ما بعد عيد الفطر في الفنادق الإماراتية إلى 90 في المئة، وإلى 100 في المئة في بعضها، بينما تشهد فنادق أخرى عجزاً في الغرف المتاحة، خصوصاً في وسط المدينة، ما انعكس على أسعار الغرف الفندقية التي ارتفعت بنسب تصل إلى 30 في المئة. وتوقع خبراء ومتخصصون في قطاع السياحة والفنادق أن يبلغ عدد السياح السعوديين إلى الإمارات نهاية إجازة الصيف نحو 1.5 مليون سائح، أي 80 في المئة من إجمالي السياح الخليجيين. وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة «العابدي للسياحة والسفر» سعيد العابدي أن «الإمارات عموماً ودبي خصوصاً تشهد تدفق السياح من دول الخليج في ظل استمرار معاناة معظم مناطق الجذب العربية من تداعيات الربيع العربي، في وقت نجحت فيه فعاليات مفاجآت صيف دبي في استقطاب أعداد كبيرة من الخليجيين». وتوقع «استمرار تدفق السياح إلى الإمارات»، إذ ارتفعت حجوزات السفر خلال الصيف بمعدل 90 في المئة، كما أن الحجوزات إلى الإمارات مكتملة. السياح الأجانب وأكدت منظمة السياحة العالمية أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا دبي فقط العام الماضي بلغ نحو تسعة ملايين، أي أن الإمارة استحوذت على 17 في المئة من إجمالي السياح إلى منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن فنادق الإمارة احتلت المركز الأول لجهة معدلات الإشغال في المنطقة. وتأتي توقعات هذه السنة بالتزامن مع إطلاق معظم الفنادق الإماراتية خططاً ترويجية خلال الصيف تستهدف النزلاء المحليين والسياح الخليجيين بالدرجة الأولى. وعلى رغم ارتفاع درجة الحرارة في الإمارات خلال الصيف، إلا أن «المركز الإعلامي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة»، أكد أن فعاليات «مفاجآت صيف دبي» استقطبت العام الماضي 4.36 مليون زائر أنفقوا 12.3 بليون درهم (3.3 بليون دولار). واستقطبت دبي خلال النصف الأول من السنة أكثر من 5.5 مليون سائح، بزيادة نسبتها 11.1 في المئة مقارنة بالسنوات الماضية، ما يشير إلى سير الإمارة بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها السياحية لعام 2020. وتظهر أعداد السياح الذين زاروا الإمارة خلال النصف الأول لهذا العام، والصادرة عن «دائرة السياحة والتسويق التجاري»، زيادة ملحوظة في كل المؤشرات الرئيسة، ومنها إنشاء فنادق جديدة، وفي نسبة نزلاء المنشآت الفندقية، وإيرادات الفنادق والشقق الفندقية، ومعدل إشغال الغرف، ومتوسط مدة الإقامة. وسجل مطار دبي الدولي معدلات نمو قياسية خلال الفترة المذكورة مع ارتفاع إجمالي عدد مستخدميه إلى 32.6 مليون مسافر، معظمهم من السعودية والهند وبريطانيا واستراليا.