أدت غارة مروحية عسكرية سورية على «بيك آب» يقل نازحين من سورية الى الأراضي اللبنانية، الى مقتل ستة مدنيين سوريين، هم امرأتان وطفلان ورجلان، وجرح 7 أطفال آخرين في المنطقة الحدودية المتداخلة بين لبنان وسورية في جرود بلدة عرسال في البقاع الشمالي. وفيما نقل الأطفال الجرحى وجثث الضحايا الستة الى مستشفى في مدينة بعلبك البقاعية، قال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ل «الحياة» إن المنطقة التي قصفت المروحية فيها الشاحنة الصغيرة هي خربة داود «وهي لبنانية تقع بمحاذاة المناطق المتنازع عليها بين البلدين». وفيما يغادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان بيروت الى طهران اليوم بدعوة رسمية للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، على أن يعود مساء، توالت أمس ردود الفعل على إطلاق الصاروخين على منطقة اليرزة – بعبداً ليل الخميس - الجمعة، وعلى مواقف الرئيس سليمان التي أطلقها في عيد الجيش وعلى خطابي زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله. وأيد الرئيس السابق رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل ما أعلنه الحريري، معتبراً أنه نقلة نوعية، فيما رأت مصادر مراقبة أن إعلان الحريري الاستعداد للمشاركة في «هيئة الحوار الوطني» في أي موعد يحدده الرئيس سليمان، تطوراً جديداً، إذا قرر الأخير دعوة الهيئة قبل تشكيل الحكومة، وهذا يفتح الباب على أخذ ورد. وقالت مصادر رسمية إن سليمان ربما يلتقي الرئيس الإيراني الجديد، وأشارت الى احتمال لقائه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي. وذكرت أن سليمان سيؤكد أهمية تحييد لبنان عن الصراع الإقليمي في لقاءاته المحتملة في طهران. وعلمت «الحياة» من مصادر رسمية أن سليمان ينوي أيضاً زيارة السعودية حين يستكمل الاتصالات لإتمامها. ونقل زوار سليمان عنه قوله أمس إن زيارته طهران تدل على أنه «غير مربوط بأحد»، وقال سليمان، بحسب الزوار: «يجب أن نكف عن تعيير بعضنا بعضاً وأن نستريب ببعضنا كلما طرحت فكرة أو اقتراح فنطلق العنان للأسئلة من أين أتت ومن وراءها. وها أنا تلقيت دعوة من الجانب الإيراني وسأقوم بالزيارة ومن سأجلس معهم هناك لا يحبهم الأميركيون. لكن مسؤوليتي كرئيس للجمهورية أن أزور أي بلد لمصلحة لبنان أن أزوره». وأوضح الزوار أن الرئيس سليمان شرح موقفه من المقاومة حين قال إن تعديلاً طرأ على وظيفتها الأساسية حين تخطت الحدود بالقول: «انا مع المقاومة ضد إسرائيل ومع وحدة الجيش والشعب والمقاومة لكن ضد إسرائيل. إلا أن هذا يعني أن يحصل تنسيق بين المكونات الثلاثة لهذه المعادلة، وما حصل أن المقاومة ذهبت الى سورية من دون أي تنسيق مع أحد». وأضاف سليمان لزواره: «صحيح أن أفراداً آخرين ذهبوا الى سورية للقتال فيها، لكن هم ذهبوا كمقاومة. وكما قلت أنا مع المقاومة، لكن معادلة الجيش والشعب والجيش والمقاومة يجب أن تحترم وأن يحصل تنسيق». وعن موقفه من تشكيل الحكومة الجديدة، نقل زوار سليمان ل «الحياة» عنه قوله: «أصررت وما زلت مصراً على أن يمثل حزب الله في الحكومة. وحين حدثني الرئيس الفرنسي (فرانسوا) هولاند قبل مدة تطرقنا الى مسألة التأخر في تأليف الحكومة وقلت له إن حزب الله حزب لبناني له أساس وله وجود مهم على الساحة وجزء من مكونات المجتمع وتفهم موقفي. لكن السؤال هو لماذا نضع شروطاً على بعضنا مثل الثلث المعطل وغيره؟». وتابع: «أنا مع أن تتألف حكومة وحدة وطنية لكن من دون أن تتحول الى حكومة مناكفة بين بعضنا بعضاً وإلا فلتكن حكومة حيادية». وتطرق سليمان الى مسألة إطلاق الصاروخين على منطقة بعبدا قائلاً: «صحيح أن بعبدا كانت مقصودة (يقصد محيط القصر الرئاسي) نعم. لكن كما قلت هذا لن يثنيني عن أن أقول ما أعتقده صحيحاً». وأردف سليمان بالقول: «أنا لا أعتقد أن حزب الله هو الذي أطلق الصاروخين على بعبدا. وربما أحد ما غير الحزب اعتقد أنه بإطلاقهما قد يخدمهم، أو أن فريقاً يريد أن يسبب فتنة، لكنني لا أعتقد أن الحزب يمكن أن يقوم بذلك».