يوماً بعد يوم يزداد عدد المجموعات التي تتم إضافتي إليها عبر تطبيق «واتساب» المجاني! إلى الآن أنا بلا فخر عضو في خمس مجموعات «واتسابية»، إن صح التعبير! المجموعات الخمس وجدت نفسي داخلها من دون علمي أو على الأقل استئذاني! وعلى العموم فمرحباً بالمزيد من المجموعات التي ستضيفني لاحقاً، فالتطبيق كما ذكرت مجاني «واللي ببلاش.. كتّر منه». مع «واتساب» أصبحت أشعر بأنني شخص «أفلاطوني» أطبق المقولة الأفلاطونية الشهيرة «الإنسان كائن اجتماعي بطبعه»، فأنا عضو اجتماعي فاعل في مجموعتين عائليتين، وفي مجموعتين أخريين لأصدقاء الدراسة والعمل، والمجموعة الخامسة نسيتها! ولي مع تطبيق «واتساب» ومجموعاته وقفات سريعة! - يقيس البعض قدرته على التواصل الاجتماعي مع الآخرين بعدد المجموعات التي ينضم إليها والأفراد الذين «يسولف» معهم عبر هاتفه الذكي! ولا يدري بأنه في الحقيقة يختار عزلته بيده، إنه التواصل الاجتماعي الصامت، لا شيء يمكنه التعويض عن التواصل الإنساني الفطري الذي تتواصل فيه حواسنا الخمس! - لم تُحدث التقنية فينا تغييراً ذا بال، مجموعات «واتساب» ما هي سوى تعزيز لثقافة «الشللية» التي تفضي إلى التحزب والتقوقع مع الأشخاص ذاتهم... مع الأفكار ذاتها... دونما انفتاح على الآخرين ومحاولة تكوين صداقات جديدة وبناء علاقات اجتماعية مختلفة! - في «واتساب» هنالك مجموعات رجالية، وأخرى نسائية، وأخرى لمن هم في سن المراهقة وهكذا، تماماً كما يحصل في تجمعاتنا وولائمنا ومناسباتنا الاجتماعية، فلا الكبار يتنازلون كي يختلطوا بالصغار، ولا الرجال يختلطون بالنساء «حتى إلكترونياً»، ولا المراهقون يجدون في وجود الكبار أمراً مرغوباً فيه! و«كل يغني على ليلاه». - بلا تحامل، لا أنكر بأن مجموعات «واتساب» تحمل في طياتها حزمة إيجابيات، على الأقل أصبحت أعرف تواريخ وأسماء المواليد الجدد على مستوى العائلة والأصدقاء، بدلاً من الإحراج الذي كان يعتريني من وقت لآخر لكوني الأشد جهالة بمواكبة الإنتاجية المستمرة لمعارفي من دون توقف «اسم الله»! وإيجابيات أخرى في مجملها لن تبتعد كثيراً من الإيجابية المذكورة آنفاً. - كل تقنية جديدة تحمل في طياتها إيجابيات وسلبيات، «واتساب» لم يكن سوى حلقة جديدة في مسلسل طويل لا نعلم أين ستأخذنا نهايته! المهم ألا تأخذنا إلى مزيد من الصمت والعزلة، إلى التقارب عبر الأثير والبعد عبر الواقع، وكل تقنية جديدة وأنتم بخير! [email protected]