اتهم استشاري نفسي وأستاذ مساعد بكلية الطب في جامعة الطائف تقنية «واتساب» بالمسؤولية عن كشف سوءة المجتمع في التدين السطحي والعنصرية المقيتة. وحمل الاستشاري الدكتور علي الزهراني هذه التقنية المسؤولية عن جمود العلاقات بين الزوجين، وكثرة الشكاوى لدى مراكز الاستشارات وكثرة حالات الطلاق. وأوضح الزهراني أنَّ التقنية الحديثة بكافة مخرجاتها من «واتساب» و»تويتر» و»فيسبوك» وغيرها ألقت بظلالها على نفسيات البعض من أفراد المجتمع بشكل سلبي، وجعل البعض ينطوي على ذاته ويبتعد عمن حوله، ويمضي ساعاتٌ طويلة منهمكاً في الكتابة والتدوين والتواصل مع الآخرين عبر هذه المخرجات التقنية مع أشخاص ربما يسكنون معه في ذات المنزل أو يجاورونه في ذات المكتب بالعمل. وتعجَّب الزهراني من الجرعة الكبيرة التي يلحظها على أفراد المجتمع وانبهارهم من هذه المخرجات التقنية الجديدة التي تأسرهم بشكل فاضح!. مُرجعاً ذلك إلى أنَّ بعض شرائح المجتمع كانت منغلقةً على نفسها ردحاً من الزمن، وفجأة وجدت فرصة سانحة وسهلة للتواصل مع أي مكان في العالم بكبسة زِرٍّ. متوقعاً أن يتلاشى هذا الانبهار وأن يضمحلَّ تدريجياً مع الزمن، مع فروقات من مكان لآخر ومن شخص إلى آخر. وعرض الزهراني أدلةً على الآثار السيئة للمخرجات التقنية وانعكاساتها على أفراد المجتمع، بالإشارة إلى الجمود الذي يصاحب العلاقات الزوجية، وما يرى ويشاهد ويقرأ عبر المواقع الإخبارية ويتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل التقنية الحديثة «واتساب»، و»بلاك بيري»، و»سكايب» وغيرها. وقال، إنَّ الآونة الأخيرة شهدت تسجيل عديد من الشكاوى لدى مراكز الاستشارات الأسرية ومراكز استشارات الطب النفسي، وزيادة ملموسة في أعداد حالات الطلاق التي تنظرها المحاكم. واعتبر الزهراني أنَّ وسائل التواصل التقنية وشبكات التواصل الاجتماعي كشفت سوءة المجتمع بتناقل أخبار متنوعة عن كثرة العنف الأسري والتذمر من العادات الاجتماعية السائدة في قضايا عديدة من بينها: التدين السطحي والوطنية الهشَّة والعنصريَّة المَقيتة. وحمل الزهراني بعض أفراد المجتمع العيبَ والمسؤوليةَ عن كل ذلك، مؤكداً براءة التقنية من هذه الإفرازات والنتائج، مدللاً على ذلك بقوله: إنَّ المجتمعات المصنعة للتقنية لم تغيِّر في معتقداتها أو أفكارها، ولم تُحدِث فيها هذه المنتجات حالةَ انفصام اجتماعي وقيمي كما هو الحال في مجتمعنا السعودي.