بدأ عمال أكثر من ثمانية آلاف مزرعة في منطقة المدينةالمنورة تحوي ما يزيد على ثلاثة ملايين نخلة بحصاد محصولها من التمور (الرطب) لهذا العام، وشرع عمال المزارع في جني محصول بعض أنواع التمور التي نضجت، حيث تفد يومياً إلى سوق التمور مئات الأطنان من مختلف الأنواع، في الوقت الذي يشهد حجم الطلب على التمور تصاعداً قبيل إطلالة شهر رمضان حيث تحرص مئات المحلات التجارية وثلاجات التبريد، والعائلات على الحصول على كميات وافرة من التمور قبيل موجة ارتفاع الأسعار التي يرجح متعاملون أن تشهدها الأيام المقبلة قبل حلول رمضان، إذ يبلغ حجم الطلب ذروته تزامناً مع ازدياد أعداد الزوار والمعتكفين. توحي عمليات البيع التي رصدتها «عكاظ» في سوق التمور في المدينةالمنورة أمس بحركة شراء كثيفة من المحلات التجارية المتخصصة في تبريد وحفظ التمور، بغية تصريف الكميات في رمضان بعد حفظها في عبوات بلاستيكية، وأفاد متعاملون أن الكميات التي تعرض في السوق حالياً لا تمثل أجود أنواع التمور، حيث لجأ بعض عمال المزارع في جني محصول النخيل مبكراً، ووقف أعمال الري عن بعض الأنواع لتجفيفها ونضوجها نسبياً بهدف بيعها خلال هذه الفترة التي تنشط فيها مبيعات التمور في المحلات والسوق المركزي في رمضان، وتبدو أحجام التمور في بداية موسم حصاده أصغر من الكميات التي تحظى بعناية فائقة، وتنال نصيبها من أعمال الري والسقاية، وبمياه نقية، ويتوافر ذلك في الكميات الواردة من بعض المناطق داخل المدينةالمنورة وخارجها. ويشكل نوعا الروثانة، الربيعة، أغلب الكميات المعروضة للبيع في سوق التمور (الرطب) في المدينةالمنورة، حيث يبلغ متوسط سعر الروثانة في الحراج ما بين 15 إلى 25 ريالا، للكميات الكبيرة، فيما يصل سعر البيع المفرد للعبوة الواحدة زنة ثلاثة كيلو جرامات، ما بين 22 إلى 40 ريالاً، فيما يبلغ متوسط سعر النوع الآخر من التمور (الربيعة) ما بين 7 ريالات إلى 15 ريالاً للعبوة في حراج الكميات الكبيرة، فيما يصل سعر البيع المفرد للعبوة إلى 25 كحد أقصى. وتوقع متعاملون أن تعمل الكميات التي تطرحها مزارع المدينة على ضبط الأسعار عند الحدود المقبولة، وأشاروا إلى أن عمليات البيع التي تجري حالياً تنحصر على أصناف من الدرجة الثانية (المتوسطة)، فيما تشكل تمور العوالي وقباء أكثر أنواع التمور طلباً، فيما لا تزال غالبية الكميات من المزارع الواقعة في منطقتي «قباء والعوالي» لم تطرح حتى الآن في السوق في انتظار نضوجها، إضافة إلى كميات أخرى ترد من مناطق خيبر، العلا، اليتمة، شجوى، وادي الفرع، الخليل ومواقع أخرى. فيما، أفاد عبدالمعطي الجهني (بائع تمور) أن ما يقارب نصف الكميات التي ترد إلى سوق التمور يتم حفظها بغرض بيعها بأثمان مضاعفة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، حيث تطلب بعثات العمرة، ودور الزائرين والفنادق كميات كبيرة من التجار خلال تعاقدات الإسكان والإعاشة، مرجحاً أن تشهد الأسعار تصاعداً خلال بداية رمضان، وأن تستقر بعد نهاية الأسبوع الأول، فيما تعود إلى الارتفاع مرة أخرى في نهاية موسم الحصاد مع نهاية الشهر الفضيل. وأضاف أن تمورا أخرى ترد من مزارع منطقة القصيم ومحافظاتها ومن تيماء بعد انتهاء موسم جني التمور في مزارع المدينةالمنورة، حيث تشكل رافداً آخر للتمور يتم تصريفها خلال موسم الحج المقبل داخل وخارج المملكة بواسطة الشحن والتصدير والحفظ والصناعات التحويلية الأخرى التي يكون التمر أحد مصادرها. إلى ذلك تشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد المزارع في منطقة المدينةالمنورة يبلغ 8001 مزرعة، فيما قفز حجم الإنتاج 1429ه من 46،751 ألف طن قبل ثلاثة أعوام إلى 61.919 ألف طن خلال العام الماضي، أما عدد النخيل فقد بلغ 2.231.370 نخلة في عام 1429ه وفي العام 1431ه بلغ 3.007.300 نخلة، فيما بلغت الكميات المصدرة من التمور في العام 1430ه 22.613 ألف طن بقيمة قدرها 68.743.790 ريال.