قتل 77 شخصاً على الأقل وأُصيب أكثر من 140 بجروح مساء أول من أمس، في سانتياغو دي كومبوستيلا شمال غربي إسبانيا عندما خرج قطار ركاب عن سكته بسبب السرعة الزائدة على الارجح، فانقلب متسبباً في إحدى أكبر الكوارث في تاريخ البلاد. وروى الكثير من الشهود المصدومين أنهم سمعوا صوت انفجار عنيف في حين عزت كل الصحف الاسبانية ذلك إلى سرعة القطار الزائدة. ونقلت صحيفة «إل باييس» عن سائق القطار: «كنت أسير بسرعة 190 كلم في الساعة» عندما وصل إلى المنعطف الذي وقع فيه الحادث، في اتصال بالراديو. ووقع الحادث الذي اعتُبر من اسوأ كوارث السكك الحديد في تاريخ إسبانيا، مساء أول من أمس، على خط القطار السريع عند منعطف قوي على مسافة حوالى 4 كلم من محطة سانتياغو دي كومبوستيلا، المزار الذي يقصده السياح الدينيون من أنحاء العالم. وخرج عدد من العربات عن السكة وانقلبت ثم تكدست الواحدة فوق الاخرى. ومن بين 222 راكباً، قُتل 77، على ما أعلنت محكمة غاليثيا الاقليمية موضحة أن هذه الحصيلة لا تزال موقتة، كما جُرح 143 شخصاً. وقال الشاهد فرنثيسكو اوتيرو (39 عاماً) الذي كان لحظة وقوع الحادث في منزل والديه المشرف على السكة الحديد: «سمعت صوتاً يشبه الرعد. كان الامر أشبه بزلزال. وكان الجيران يقتربون، محاولين سحب الأشخاص العالقين في العربات مستخدمين معاول ومهدات نجحوا في النهاية مستخدمين منشاراً يدوياً». وانقلبت أربع عربات على السكة، واحدة منها ممزقة تماماً تكومت فوق أخرى، وكانت ألسنة اللهب والدخان تنبعث من العربات بينما قذف الارتطام عربة أخرى في الهواء حتى بلغت تلة. وانتشرت الجثث على السكة تغطيها بطانيات.. وكان القطار القادم من مدريد متوجهاً إلى ايل فيريول على الساحل الأطلسي، يسير على جزء من سكة القطار السريع في إقليم غاليثيا، وقد بدأ تشغيله في كانون الاول (ديسمبر) 2011 ويربط بين مدينتي اورنسي وسنتياغو دي كومبوستيلا ثم لا كورونيا، وكان ينقل 218 راكباً وأربعة موظفين في شركة السكك الحديد «رينفي». ووصل رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي المولود في سانتنياغو دي كومبوستيلا، صباح أمس إلى مكان الحادث، بينما علق الملك خوان كارلوس وولي العهد الأمير فيليبي نشاطاتهما الرسمية «حداداً» على ضحايا الحادث، على ما قال ناطق باسم القصر الملكي. وأعلن رئيس الحكومة المحلية ألبرتو نونييث فيخو «أكبر حداد في تاريخ المنطقة».