تواصل مجلة «دمشق» صدورها في عواصم عدة، ساعية الى جمع أصوات المثقفين السوريين المعارضين في الداخل والخارج، عطفاً على فتح أبوابها امام الكتاب العرب على اختلاف مشاربهم. وفي العدد الجديد من المجلة صدر مزدوجاً (الرابع والخامس -حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو)، ملفّات شارك فيها كتّاب ومفكرون على ضوء الواقع السوري المتأزّم، إضافة الى مقالات وأبحاث ونصوص إبداعية. في «الملف الفكري» يتطرّق صادق جلال العظم إلى مسألة «الربيع العربي» والإسلام السياسي، وانعكاسهما على مُستقبل سورية. ويُوجه نجيب جورج عوض رسالة إلى مسيحيي سورية مع السؤال عن دورهم الآتي. ويكتب نبيل سليمان عن العلم السوري، مُعتبراً أنّ علم الثورة هو علم الاستقلال. أمّا ابراهيم الجبين فيكتب مقالة بعنوان «مصر تُخلي سبيل الإخوان» وحسن خضر «سيرة الجمهورية ومصادر شرعيتها». ويضم «الملف الروسي» مقالات ودراسات منها: «انتظروا بحراً من الدماء: السياسة الروسية والمعارضة السورية» (محمود الحمزة)، «روسيا والانتفاضات العربية» (هاني شادي)، «إفلاس مدرسة الاستعراب السياسي الروسية» (عمر شعار)، «اللوبي الموالي للأسد في روسيا» (أنور آغاييف). ومن مواضيع «الملف الفلسطيني»: «الفلسطينيّون السوريّون والثورة السوريّة»، «في قلب الإعصار: عن فلسطينيّي سورية ومخاطر تفكيك الهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة»، «إخوة الدم والمصير: الفلسطينيون والثورة السورية»، «فلسطين في مواجهة الثورات العربية»، «فلسطينيو سورية خارج المخيمات»، «لاجئو سورية إلى غزّة»، «مفتاح واحد وذاكرتان: حارات الشام وبساتين الكرمل». أمّا في ملف «أيقونة سورية» فنقرأ عن باسل الصفدي، العالم الفلسطيني السوري المعتقل في دمشق والمؤيد للثورة السلمية. ومن مواضيع «الملف الأدبي»: «من رام الله إلى إعزاز: رحلة فلسطيني في الشمال السوري المحرر»، «الرحلة الشاميّة في الآلام والجمالات اليومية»، «لو كنت في طهران»، «من الجحيم والموت إلى الحياة الجديدة: دفتر يوميات»... ومن الافتتاحية التي كتبها رئيس التحرير الشاعر نوري الجراح بعنوان «الهولوكوست السوري، الداياسبورا السورية»: «سقطت القصير، لم تسقط القصير. الحرب كرّ وفرّ. ما تربحه اليوم تخسره غداً، وما تخسره غداً تعود وتربحه بعد غد. حدث هذا في بابا عمرو، وحدث في غيرها من المدن والبلدات السورية قبل أن يحدث في القصير. سقطت القصير، ولم يهزم أبطالها. انسحبوا، بشكل تكتيكي، وكان يمكنهم أن يقاتلوا حتى آخر رجل، ولا يعودوا إلى الوراء خطوة واحدة. حياة آلاف الجرحى وآلاف الأطفال والنساء والشيوخ المهددين بموت محتّم تحت وابل من الحمم والنيران التي صبّها عليهم جيش النظام وشبيحته ومرتزقته من «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، كانت السبب المباشر وراء الانسحاب... مسكين هو الطائفي لا يدرك، في معركة البقاء الغريزي، أن الذات والآخر هما وجود مشتق من جوهر واحد، وأن الآخر الذي قتله في ذاته، وها هو يقتله في الأرض لأنه رأى فيه نقيضاً لوجوده، إن هو إلا وجوده الجوهري في صورة أخرى. أترك هذه الورقة برسم جميع ضحايا الفكرة الطائفية، وفكرة التعلق بالطائفة كمرضعة جماعية. بعد ألف وخمسمئة عام، ألم تبلغ هذه الأمة سن الفطام؟».