أكد المتحدث باسم اتحاد شبكات المخيمات الفلسطينية في دمشق أبو محمد المقدسي، أن النظام الأسدي يستخدم المقاتلات السورية لقمع الثورة السورية، داعياً المجتمع الدولي إلى فرض حظر جوي على سوريا. وأضاف المقدسي خلال حواره لبرنامج عالم الظهيرة المذاع على قناة بي بي سي العربية أن الثورة السورية ماضية في تصميمها على تحرير وطنها من الاحتلال الإيراني مهما كانت الصعاب والتحديات، وقد تخطت الثورة الكثير من العوائق وواجهت أياماً عصيبة، وأشرس الهجمات الحاقدة للنظام وميليشياته، ونجحت في تجاوز كل هذه المحن والاختبارات، وأثبتت صمودها وشجاعة الجيش الحر وقدرته على المواجهة ودحر هجمات النظام، حتى إنه فقد السيطرة على شرق البلاد وشمالها، وأصبح ريف دمشق وكثير من أحياء العاصمة تحت سيطرة الجيش الحر. كما رأى المقدسي أن نقل المعارك إلى محيط مطار دمشق، يعني أن إرادة الشعب السوري تُحرز تقدماً على خطط الاحتلال الإيراني وتنظيماته، واستراتيجيات المستشارين الروس التي أثبتت فشلها، مشدداً على أن السوريين يحققون صموداً رائعاً وانتصارات مبهرة، ذلك لأنه ليس لديهم ما يخسرونه بعد أن جرّب عليهم النظام ورعاته الإيرانيون كل أصناف القمع والسجن والإذلال والتضليل الإعلامي باسم المقاومة، فيما النظام وشبيحته ينهبون البلاد ويرهنون خيراتها لحساب القوى الأجنبية. وأوضح أيضاً أن قيام ثورة شعبية ضد نظام متشعب إقليمياً مثل نظام الأسد يجعل من الصعب على دول المنطقة اتخاذ مواقف فورية إزاء هذا الحدث، مبيناً أن هذا النظام اُشتهر بسياسة إقليمية نشطة تجمع أوراق ملفات عديدة، استعداداً للمساومة عليها مع الأطراف المختلفة إقليمياً أو دولياً. وبين المقدسي أن الملف الإقليمي المهم الآن صار سوريا نفسها وصراعها الداخلي، ورغم التصور المبسط الذي حددته المعارضة السورية لمصير ثورتها على الطريقة الليبية، فإن هذه الرؤية لا تنطبق إجمالاً على الحالة السورية، لأن التدخل العسكري الغربي في سوريا لإنقاذ المدنيين غير وارد، فسوريا ليست دولة نفطية يمكن أن تدفع فاتورة الحرب وتكاليفها الباهظة.