محطة لبيع الوقود في حلب تحولت إلى سوق تجاري بعد توقفها عن العمل (أ ف ب) الدمام – أسامة المصري روسيا تريد دوراً فاعلاً لمعارضة الداخل في مؤتمر جنيف 2. الرئيس مرسي يحاول الضغط على «إخوان سوريا» لقبول الحل السياسي. الموقف الأمريكي ليس ثابتاً.. بل متحول تبعاً لتطور الأحداث في سوريا. لن يكتب النجاح لمؤتمر جنيف 2 لأنه لا يراعي طموحات الشعب السوري. غسان مفلح تتواصل الاتصالات والمباحثات السياسية بين الدول الغربيةوروسيا بعد ما سمي باتفاق كيري لافروف حول الأزمة السورية، فيما يجري السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد اتصالات مكثفة مع أطياف المعارضة السورية في إسطنبول سعياً منه للتوصل إلى موافقة المعارضة في الداخل والخارج على عقد مؤتمر دولي على أساس إعلان جنيف، الذي دعا كلاً من جون كيري وسيرغي لافروف إليه في محاولة جديدة من الدوليتن الأقوى في العالم لحل الأزمة السورية. «الشرق» ا لتقت المعارض وعضو المجلس الوطني السوري الكاتب غسان المفلح وأجرت معه هذا الحوار: * كيف تنظر قوى المعارضة والثورة إلى اتفاق كيري ولافروف؟ - المعارضة السورية في الخارج وقوى الثورة تنظر لأي تحرك روسي بريبة شديدة، فهذه الدولة تعد شريكاً وحليفاً لنظام الأسد، ومستمرة في تقديم الدعم له بالسلاح، كما توفر له الغطاء السياسي دولياً عبر حمايته في مجلس الأمن من أي قرار حتى لو إدانة للقتل. وعملت روسيا طوال الوقت على مساندة الأسد للقضاء على الثورة هذا هو جوهر الموقف الروسي. أما فيما يتعلق باتفاق وزيري خارجية أمريكا وروسيا حول عقد مؤتمر دولي، فهو يأتي ضمن السياق الذي لم تخرج عنه الدولتان في موقفهما من نظام الأسد وقوى الثورة، طالما أسس على إعلان جنيف، الذي لا يتضمن رحيل الأسد، والموقف الأمريكي وسياسة الرئيس باراك أوباما توفر الغطاء الأهم لنظام الأسد دولياً، والمعارضة لن تقبل الحوار مع الأسد أو أي اتفاق لا ينص على رحيله. * ماذا يجري في إسطنبول وماذا يريد فورد من الائتلاف، وهل سيكون لمعارضة الداخل دور في مشروع كيري – لافروف؟ - بعد الاتفاق في موسكو على عقد جنيف2 حاول السفير الأمريكي روبرت فورد اللقاء بكل قيادات المعارضة السورية الموجودة في إسطنبول والتقى عدداً من قيادات المجلس والائتلاف لساعات طويلة، وبحث معهم إمكانية الوصول إلى حل سياسي، وأبلغهم أن الأمريكان مع رحيل الأسد، فيما تصر روسيا على مشاركة معارضة الداخل ممثلة بهيئة التنسيق على أن يكون لها دول فاعل في أي حوار أو مفاوضات لنقل السلطة، لكن قوى الثورة العسكرية والسياسية والائتلاف متمسكة بموقفها بضرورة رحيل الأسد، ولا يمكن الحوار معه، بل يمكن إجراء مفاوضات على رحيله، لكن أعتقد أنه لن يكون لمعارضة الداخل أي دور في مفاوضات للحل السياسي الذي سيشترط رحيل الأسد. * كيف ترى الموقف الأمريكي مما يجري في سوريا، وهل هناك تغير في موقفها؟ - أمريكا لا تتخذ موقفاً نهائياً وقطعياً في أي قضية تعالجها، وإنما يكون دائما لديها خيارات عدة مبنية على احتمالات، والتطور الذي يمكن أن يحدث في أي قضية، وهذا ما ينطبق أيضاً على الأزمة السورية، صحيح أن أمريكا طالبت برحيل الأسد لكنها في ظروف أخرى ليس لديها أن تتعامل مع الأسد، وبالوقت نفسه تتعامل مع قوى المعارضة، وتقدم لها المساعدات، فما يجري في سوريا اليوم متغير، وليس ثابتاً بالنسبة لساسة واشنطن ليست نهائية، فهي في الوقت الذي دعت إلى جنيف 2 يبحث السفير فورد مع قادة عسكريين آفاق تحركاتهم وإمكانية مدهم بالسلاح، وبالطبع هذا مرتبط ليس فيما يجري في سوريا فحسب، بل ربما يجري ضمن إستراتيجية الرؤية الأمريكية للمنطقة، فالملف النووي الإيراني وإسرائيل والعراق كله منظور في الحسابات الأمريكية فيما يخص سوريا. * هل تعتقد أن بإمكان القوى الكبرى فرض حل في سوريا؟ - لا تستطيع القوى الكبرى فرض أي حل على الثورة والائتلاف مع بقاء الأسد، وكل ما يقال بخلاف ذلك غير صحيح، ولا يمكن لأي جهة معارضة توقّع على اتفاق لا يشترط رحيل الأسد، والجميع يعرف أن مثل هذا الاتفاق سيسقط، ولن يكتب له النجاح. ومع ذلك هنالك مَنْ يطرح سيناريوهات لبقاء بشار الأسد فترة ستة أشهر، بدون صلاحيات وبعدها يرحل، وأنا أرى أنه عندما يكون هناك قرار من مجلس الأمن وفقاً للبند السابع، تتم مناقشة الأمر، بغير ذلك لا يمكن مناقشة أي سيناريو يبقي الأسد. * ما تقييمكم للدور المصري خاصة بعد عدة تفاهمات مع إيرانوروسيا؟ - الإخوان في مصر علاقتهم ليست جديدة مع إيران أو حتى مع نظام الأسد، وتعود لعقود من الزمن، والرئيس محمد مرسي بالطبع يتصرف وفقاً لهذا الفضاء، أما ما يتعلق باللحظة الراهنة، فالرئيس مرسي يريد دوراً مصرياً إقليمياً، ويسعى لتشكيل تحالف مصري – إيراني برعاية روسية، خاصة أنه يقف موقفاً ملتبساً من نظام الأسد. وتريد روسيا من إخوان مصر استخدام نفوذهم للضغط على إخوان سوريا للقبول بالحل السياسي مع بقاء أجهزة النظام الأمنية والعسكرية بيد ضباط من الطائفة العلوية، والحفاظ على طبيعة النظام دون تغيير سوى بالشكل، وبالتالي تأمين انتقال سياسي في سوريا على الطريقة المصرية، لكن الموقف الروسي ساذج، خاصة أن نظام الأسد دمر سوريا وارتكب المجازر وقتل عشرات الآلاف، وورط الطائفة العلوية والجيش السوري وضباطه في الصراع، ولم يعد ممكناً القبول بأي حل يضمن استمرار ولو جزءاً من هذا النظام، بل السوريون اليوم يتطلعون إلى محاكمة المسؤولين كمجرمي حرب، لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية. * هل تعتقد أن حرباً طائفية اندلعت في المنطقة مع استمرار التورط الإيراني والعراقي في سوريا؟ - أعتقد أن حرباً طائفية بدأت تلوح في الأفق بعد المزيد من التورط الإيراني والعراقي وحزب الله فيما يجري في سوريا، وكل ذلك يتم تحت عنوان واحد دعم الأسد والدفاع عن المقدسات الشيعية، ورغم أن ما يهم إيران هو بقاء الأسد الحليف الأهم في المنطقة العربية وتوسيع نفوذها السياسي مستغلة الدين والطائفة، وهذا ما يولد ردود فعل على أسس دينية وطائفية، فإيران دأبت على الضرب على الوتر الطائفي في أكثر من مكان من المنطقة العربية وأيقظت الشعور الطائفي في ممارساتها السياسية مع الآخرين، وتسعى إيران بكل السبل للزج بحلفائها وعملائها في العراق ولبنان في الصراع السوري، وبالوقت نفسه تحاول طمس حقيقة الثورة السورية منذ انطلاقتها، إيران تخشى لهيب الثورة من الوصول إليها وإلى العراق الحليف الأهم بالنسبة لها في مواجهة العرب، خاصة بعد ربيعها الذي رافق الانتخابات الرئاسية عام 2009، وهي مقبلة على انتخابات رئاسية الآن، كما أن ما يحدث في العراق الآن يجعلها أكثر حذراً، وتخشى على حليفها المخلص المالكي. * إيران تحاول اختراق الأردن كيف ترى المعارضة السورية موقف عمان؟ - تسعى إيران في كل تحركاتها توسيع نفوذها، خاصة في المحيط العربي، وزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى عمان ربما كانت ضمن هذا الإطار في محاولة لفكفكة الموقف العربي والخليجي بشكل خاص، لكن الرد الأردني كان واضحاً برفض أية تدخلات إيرانية في دول المنطقة، ما حدا بوزير خارجية إيران، بإلغاء جزء من برنامج زيارته في عمان، والذهاب إلى دمشق سريعاً. ما يجري في سوريا ودعم إيران لنظام الأسد يكلفها كثيراً، وهي تخسر المال والنفوذ في ظل وضع اقتصادي لا يساعدها على الاستمرار طويلاً، خاصة أن استمرار الأزمة السورية سيكلفها كثيراً وما لا طاقة به، وهي تحاول التحرك للخروج من هذه الأزمة ووقف خسارتها مع الاحتفاظ بنفوذها، ولهذا نراها تتحرك في محاولة لإيجاد حل سياسي بالسرعة الممكنة ويحفظ لها مصالحها. ونحن نعد موقف الأردن حكومة وشعباً إلى جانب الثورة والشعب السوري وهو موقف متميز وقدم كثيراً سياسياً وإنسانياً للسوريين. * كيف تنظر إلى الموقف الإسرائيلي مما يجري في سوريا؟ - الحقيقة ليس هناك أي كلام أبلغ من كلام رئيس الموساد الأسبق الجنرال أفرايم هلفيفي الذي جاء في مقالته في مجلة «فورين بوليسي» وكانت بعنوان «رجل إسرائيل في دمشق»، ويقول فيها صراحة إن الأسد رجل إسرائيل في سوريا، وأخطر ما جاء في المقال أن الإسرائيليين يفضلون نظام الأسد الموالي لإيران، على أن يتغير النظام ويصبح موالياً للقاعدة، على أية حال الأسد حمى حدود إسرئيل لأربعة عقود، وبالتأكيد إسرائيل لن تجد البديل الأفضل له في سوريا، وبشكل عام إسرائيل تراقب ما يجري بحذر، وربما تتدخل في الوقت المناسب للدفاع عن مصالحها كما جرى بالضربة الأخيرة على دمشق. * ما حظوظ نجاح مؤتمر دولي في جنيف حول سوريا؟ - أنا لا أعتقد أن النجاح سيحالف هذا المؤتمر إذا لم يتنح الأسد، كما أن روسيا وأمريكا تسعيان الآن إلى التركيز على معارضة الداخل والتلويح بأنها ممكن أن تكون البديل المعارض المحاور في محاولة للضغط على الائتلاف والمجلس الوطني، لكن أقول إن أياً من قوى الثورة لن تقبل بأي حل دون رحيل الأسد، والثورة مستمرة حتى إسقاط النظام بجميع رموزه، وهذا ما خرج من أجله السوريون.