عندما يأتي الطرح من الإعلام الروسي عن الشأن السوري يكون مختلفاً، بخاصة أمام الاستحواذ الغربي على المشهد الإعلامي، والسؤال «هل ستخسر روسيا سورية؟» طرحته صحيفة روسية في تقرير لها، بعد الفيتو الروسي الصيني الشهير قالت الصحيفة: «في الوقت الذي كانت أصوات المدفعية تتردد أصداؤها في مدينة حمص، توجه إلى دمشق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومدير هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية»، وتصف الصحيفة زيارة وزير الخارجية الروسي لدمشق أنها بمثابة إسعافات أولية لجثة هامدة، أما الموقف الروسي فهو «غير مريح» للمصالح الروسية بالطبع، إذ وضعت موسكو نفسها ضد الثورة السورية ومع نظام دموي تفوق فيه الابن على أبيه. ومن تقرير الصحيفة قال الباحث الروسي «أليكسي ماكاركين» عن بشار الأسد: «أعتقد شخصياً بأنه لا يرغب في مغادرة السلطة، فلو كان الأمر يتعلق به شخصياً، لكان من المرجح أنه سيقبل بالتخلي طوعياً عن الكثير من صلاحياته. لكنه يمثل الطائفة العلوية في سورية. وأفراد هذه الطائفة يشغلون المراكز الحساسة في النظام القائم. وفي حال سقوط نظام الأسد فإنهم سيخسرون الكثير». ويقر الباحث الروسي في الأخير بأن روسيا ستخسر سورية، وأن أوراق الأسد قد انتهت، ومن زاوية المصالح الروسية، العقود والعلاقة الاستراتيجية، ستواجه موسكو حالة شبيهة لما حدث لمصالحها في ليبيا. انتهى. والانطباع الشائع عن بشار الأسد، أنه رئيس ضعيف وسط فريق قوي، شخصية بلباس مدني تظهر في الواجهة في حين يمسك الأقوياء من العسكر بخيوط السلطة، بخاصة أن ظهوره في الخطابات لا يدل على شخصية قيادية بل تعليمية للصفوف الأولى، وهو ما أشار إليه الباحث الروسي. لكن قريبين من الشأن السوري كانوا في دمشق إلى فترة قريبة يقولون كلاماً مختلفاً، وهو أن بشار الأسد أصبح ينتقد بشدة من داخل المؤسسة الحاكمة في دمشق، بسبب إفراطه في الحل الأمني «أو الدموي»، وتشير هذه المصادر إلى تشكل كتلة سياسية من مختلف المكونات بمن فيهم علويون نافذون ترحب بالمبادرة العربية، أي تنحي الرئيس وتعيين نائبه وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالخسارة ستعم «الأقلية» حين سقوط الأسد حتى لأولئك الذين لم يكونوا مستفيدين من السلطة لكنهم محسوبون عليها طائفياً أو نفعياً. www.asuwayed.com