أعلنت القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في ساعة متأخرة أول من أمس، أنها تحتجز جندياً أميركياً اعتقلته في 20 حزيران (يونيو) الماضي، مبدية استعدادها لإطلاقه وتسليمه للجنة إنسانية، فيما تتابع محادثات سلام مع الحكومة. وأكدت «فارك» في بيان على موقعها على شبكة الإنترنت أنها أمسكت بجندي يدعى كيفن سكوت سوتاي في منطقة أحراج في جنوب البلاد، مشيرة إلى أنه من مواليد نيويورك وهو خبير في فكّ الألغام وخدم في أفغانستان. وجاء في البيان أنه «على رغم حقنا في احتجاز كيفن سكوت كأسير حرب فإننا اتخذنا القرار السياسي بالإفراج عنه في إطار روح المحادثات التي تحرز تقدّماً في هافانا مع الحكومة الكولومبية». ودعت «فارك» إلى تشكيل لجنة للمساعدة في الإفراج عن الجندي برئاسة عضو مجلس الشيوخ الكولومبي السابق بيداد كوردوبا وممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وطائفة «سانت إيجيديو» الدينية. وأشارت «فارك» إلى أن الجندي الأميركي دخل كولومبيا بعدما سافر عبر المكسيك وبلدان أخرى في أميركا الوسطى. من جهة أخرى، اقترحت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي أول من أمس، أن يؤدي مكتبها في كولومبيا دوراً في عملية السلام بين الحكومة و «فارك». وقالت بيلاي في مؤتمر صحافي عقدته في بوغوتا عقب جولة دامت ثلاثة أيام: «من المهم جداً إشراف مراقبين مستقلين على تطبيق اتفاقات السلام، أنا مستعدة للعب هذا الدور ويبدو لي أنه من الأفضل أن نكون حاضرين في البلد». وكانت هذه الزيارة أثارت جدلاً بعد كلام الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن احتمال غلق مكتب الأممالمتحدة معتبراً أن البلاد سجلت «ما يكفي من التقدّم» في مجال حقوق الإنسان، قبل أن يتراجع عنه. وأكدت بيلاي بإلحاح أن «الأممالمتحدة ومكتبي مستعدان للعب دور» في المفاوضات التي بدأت العام الماضي والجارية حالياً في كوبا بين حكومة الرئيس سانتوس وحركة التمرّد الماركسية القوات المسلحة الثورية من أجل وضع حدّ لأقدم نزاع في أميركا اللاتينية. وأعلنت سلطات بوغوتا الخميس الماضي، أنها قررت التمديد سنة لمكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان حتى 31 تشرين الأول (أكتوبر) من السنة المقبلة التي ستشهد انتخابات رئاسية لا يستبعد الرئيس الحالي الترشّح إليها مجدداً.