يعد مدفع رمضان أحد المظاهر الرمضانية، ويستخدم كوسيلة للإعلان عن دخول شهر رمضان المبارك، و معرفة موعد الإفطار، والإمساك، ويستخدم بصورة يومية منذ دخول الشهر الكريم، و حتى يحل عيد الفطر، وهو تقليد متبع في معظم الدول العربية والإسلامية، حتى أصبح رمزاً من رموز شهر رمضان المبارك. ويشير التاريخ إلى أن المسلمين كانوا في العصر النبوي، يتناولون الطعام و الشراب خلال شهر رمضان، في الفترة الممتدة من غروب الشمس، و حتى وقت النوم، وعندما بدأ استخدام الأذان اشتهر بلال وابن أم مكتوم بأدائه، وحاول المسلمون على مدى التاريخ، ومع زيادة الرقعة المكانية، وانتشار الإسلام، ابتكار وسائل مختلفة إلى جانب الأذان، للإشارة إلى موعد الإفطار، حتى ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود. واعتاد السعوديون منذ زمن على مدفع رمضان، إلى جانب الأذان، لإعلان موعد الإفطار تارة، وبالإمساك وقت السحور تارة أخرى، والمدفع الرمضاني الذي ينقله التلفزيون السعودي يومياً على الهواء مباشرة، عرف في غرة الشهر الفضيل، ويختفي بقية أيام الشهر، و يطلق « مدفع رمضان» للإشارة إلى أوقات الإمساك والإفطار والسحور. ويقول المواطن عبد الله السيد» في أيام طفولتي كان المدفع من أبرز العادات الرمضانية التي اشتهرت بها المدينةالمنورة، و أتذكر جيداً كيف كنا نسعد كثيرا لسماع طلقة القذيفة المدفعية، ولكن هذه العادة الجميلة اندثرت منذ أكثر من عشرين عاما بالرغم من أن مدفع مدينة مكة يباشر مهامه حتى الآن». و يبين المواطن محمد إحسان من المدينةالمنورة أن للمدفع قيمة معنوية كبيرة يشعر بها الأهالي، فصوت المدفع مرتبط بدخول الشهر المبارك، و يعد» تراثاً» قديما يجب التمسك به، لا سيما و أن» المدينةالمنورة» عاصمة الإسلام الأولى ، كما أنها ستكون عاصمة للثقافة الإسلامية في العام المقبل». وشارك المواطن حسن صواف سابقيه الرأي، و ذكر أن وسائل الإعلان الحديثة رمز من رموز الشهر الفضيل، و أحد المظاهر الرمضانية المميزة، مطالباً بإعادة إحياء» مدفع رمضان» بدءا من العام المقبل، مشددا على ضرورة الحفاظ عليه كونه إرثا تاريخيا إسلاميا على مر العصور. قلعة مدفع رمضان كما بدت أمس على شارع قباء (تصوير : محمد زاهد)