شُيعت أمس جثامين قتلى سقطوا في الاشتباكات بين قوات الجيش والشرطة من جهة وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي من جهة أخرى أمام دار «الحرس الجمهوري» أول من أمس والتي تضاربت الروايات حول سبب اندلاعها، وشكل رئيس الجمهورية الموقت المستشار عدلي منصور لجنة لتقصي حقائق الأحداث. وشيع القتلى وسط أجواء محتقنة وخطب حماسية زادت هذا الاحتقان، فيما واصل آلاف من أنصار مرسي اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر وفي ميدان «النهضة» في الجيزة حيث أعلنت وزارة الداخلية ضبطها قنبلة موقوتة في منطقة قريبة من الميدان معروفة بازدحامها قرب جسر في حي الجيزة. وكانت سلطات التحقيق انتهت من مناظرة جثامين ضحايا اشتباكات الحرس الجمهوري، التي راح ضحيتها 54 قتيلاً، وخلصت النيابة إلى أن غالبية القتلى سقطوا بطلق ناري، فيما قتل 4 بطلقات خرطوش من الظهر. وطالبت النيابة سلطات الأمن بسرعة إجراء التحريات لكشف هوية 8 قتلى لم تتحدد هويتهم. وتحول تشييع جثمان ضابط الشرطة محمد علي المسيري الذي قتل في هذه الاشتباكات إلى تظاهرة حاشدة في مدينة الإسكندرية ضد جماعة «الإخوان المسلمين» والرئيس المعزول محمد مرسي، وسط هتافات تطالب بمحاكمة مرسي وقادة الجماعة. وارتدت والدة الضابط القتيل ملابس بيضاء وأطلقت زغاريد عدة، بعدما احتسبت نجلها شهيداً، وسط بكاء المشيعين. وشاركت قيادات من الجيش والشرطة في التشييع. وفي اعتصام «رابعة العدوية» شيع آلاف جثمان أحد ضحايا الأحداث، وسط هتافات حماسية ضد الجيش ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ودعوات ل «الجهاد» من أجل «الشرعية». وأقام المعتصمون احتفال تأبين لقتلى الاشتباكات في مسجد رابعة العدوية، بعده أعلنت المنصة بدء فعاليات «مليونية الشهيد» التي دعا إلى تنظيمها أنصار مرسي. في غضون ذلك، بدأت النيابة العامة تحقيقات موسعة مع 650 مشتبهاً في التورط في أحداث العنف والصدامات الدامية التي وقعت أمام دار الحرس الجمهوري. ويضم فريق التحقيق 60 محققاً من النيابة العامة. ويواجه المتهمون اتهامات عدة في مقدمها القتل والشروع في القتل والبلطجة وحيازة أسلحة نارية وذخائر من دون ترخيص وحيازة وإحراز أسلحة بيضاء وقطع الطريق وتعطيل المواصلات وإحراز متفجرات والمساس بالأمن العام «تنفيذاً لغرض إرهابي». وقبضت الأجهزة الأمنية في مدينة بنها في الدلتا على ثلاثة أشخاص قالت إنهم «شاركوا في الهجوم على دار الحرس» الجمهوري في القاهرة. وفي واقعة ذات دلالة، أعلنت وزارة الداخلية أن قوات الشرطة نجحت في إبطال مفعول قنبلة ناسفة قبل انفجارها في شارع الجيزة، بعدما زرعها مجهولون بالقرب من جسر في منطقة مزدحمة. وقالت وزارة الداخلية إنها تلقت بلاغاً من المواطنين بوجود جسم غريب في منطقة مزدحمة في شارع الجيزة، وهو مكان قريب من اعتصام أنصار مرسي، فانتقل على الفور رجال الحماية المدنية وخبراء المفرقعات وتم التعامل الفوري مع الأمر وتبين أن الجسم الغريب عبارة عن قنبلة موقوتة تمكن الخبراء من إبطال مفعولها. وفي حادث آخر، أطلق ملثمون النار في اتجاه كنيسة «ماري مينا» في مدينة بورسعيد ولاذوا بالفرار، ولم يسفر الحادث عن سقوط ضحايا. وطوقت قوات من الجيش والشرطة الكنيسة وأحيلت الواقعة على سلطات التحقيق. وتكررت حوادث استهداف الكنائس منذ عزل مرسي، في ظل تحريض بعض أنصاره على الأقباط واعتبار ثورة 30 يونيو «صليبية».