دعت قوى «ثورة 30 يونيو» إلى حشود مليونية في مختلف ميادين مصر اليوم الأحد رداً على هجوم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على المتظاهرين من معارضيه في ميدان التحرير والإسكندرية ومحافظات عدة، ما أسقط عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح في «ليلة دامية» عاشتها مصر كانت سمتها «حرب شوارع» بين «الإخوان» ومعارضيهم تخللها مشاهد مروعة للقتل بدم بارد وتبادل إطلاق النيران بين الفرقاء، في وقت أعلنت الشرطة أنها قبضت على عشرات من أنصار الرئيس المعزول خلال تلك الاشتباكات. وكان مرشد «الإخوان» الدكتور محمد بديع ألقى كلمة وسط عشرات الآلاف من أنصار مرسي في ميدان «رابعة العدوية»، الجمعة، أكد فيها أن «عودة مرسي إلى الحكم دونها دماؤنا»، وبعدها انطلقت شرارة العنف في مختلف المحافظات. وتحركت حشود من جماعة «الإخوان» كانت ترابض في ميدان «النهضة» في الجيزة صوب ميدان التحرير في محاولة لطرد المتظاهرين منه، لكن مئات المعتصمين فيه تصدوا لهذا الهجوم الذي أعاد إلى الأذهان «موقعة الجمل» حين هاجم أنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك الثوار في ميدان التحرير أبان ثورة 25 يناير. وتحوّل محيط ميدان التحرير خصوصاً ميدان «عبدالمنعم رياض» ليلاً إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين أنصار مرسي ومعارضيه، سمتها الكر والفر، واستخدمت فيها أسلحة نارية وخرطوش وأسلحة بيضاء. وأسفرت المواجهات (بحسب إحصاءات وزارة الصحة) عن سقوط 14 قتيلاً وأكثر من 500 مصاب حالات بعضهم خطيرة، فيما ألقت قوات الأمن القبض على عشرات من أنصار مرسي. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر تبادل الحشود إطلاق النيران وحرق سيارات أعلى جسر أكتوبر قرب ميدان التحرير. ومع احتدام المواجهات تدفق آلاف على ميدان التحرير لمنع «الإخوان» من الاستيلاء عليه، واستمرت الاشتباكات ساعات عدة حتى تمكن الثوار من صد الهجوم. ودعت حملة «تمرد» و «تنسيقية 30 يونيو» وأحزاب وحركات ثورية عدة إلى حشد مليوني في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية الرئاسي وفي مختلف المحافظات اليوم، للرد على حشد «الإخوان» في ميدان «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر والهجوم على الثوار. واكتظ ميدان التحرير مساء أمس بعشرات الآلاف من المتظاهرين الذين أكدوا تمسكهم ب «مكتسبات الثورة»، ورفعوا لافتات منددة بجماعة «الإخوان» ومرسي وأيضاً الولاياتالمتحدة. وفي المقابل، واصل عشرات الآلاف اعتصامهم في ميدان «رابعة العدوية» للمطالبة بإعادة مرسي إلى الحكم. فيما لا يزال آلاف من أنصاره أيضاً معتصمين أمام مقر دار الحرس الجمهوري الذي طوقته قوات الجيش والحرس لمنع اقتحامه. وأمرت النيابة باستعجال تقرير مصلحة الطب الشرعي حول وفاة 4 مواطنين أمام دار الحرس الجمهوري أول من أمس متضمناً تحديد أسباب الوفاة على وجه الدقة لكل منهم. كما استعجلت النيابة تحريات إدارة البحث الجنائي والشرطة في شأن الواقعة وتحديد هوية مرتكبي جرائم قتل المتظاهرين الأربعة. وتكرر مشهد «حرب الشوارع» بشكل أكثر حدة في ميدان «سيدي جابر» في الإسكندرية، حين هاجم أنصار مرسي معارضيه، ودارت مواجهات بين الطرفين استخدمت فيها أيضاً أسلحة نارية وسقط فيها نحو 14 قتيلاً وأكثر من 200 مصاب. وتمكن الثوار أيضاً من صد هجوم «الإخوان» على ساحة التظاهر. وفي سيناء، قتل مسلحون مجهولون رجل دين مسيحياً أمام مقر كنسي في منطقة المساعيد غرب العريش، في حادث يُنذر باستهداف الأقباط من قبل المتشددين بعد تكرار الهجوم على كنائس ومقرات خدمية مسيحية في قنا والأقصر والمنيا. وكان مسلحون أمطروا أكمنة شرطية عدة بالرصاص في سيناء، ما أسفر عن قتل خمسة مجندين بينهم جندي في الجيش، وتمكنت قوات الشرطة والجيش من استعادة مقر محافظة شمال سيناء من قبضة أنصار مرسي بعدما استولوا عليه لساعات عدة. وقُتل شاب في السويس في مواجهات مسلحة بين الفرقاء. وكثفت قوات التأمين التابعة للجيش الثالث الميداني من وجودها في شوارع المحافظة وبالمدخل الجنوبيلقناةالسويس في مدينة بورتوفيق، كما تواجدت قوات خاصة من أجل تأمين الشوارع. وطافت سيارات بمكبرات صوت لتحذير أهالي السويس من الفتنة بين قوات الجيش والشرطة من جانب، وبين المواطنين من جانب آخر. وكذبت ما أعلنته جماعة الإخوان وحزبها «الحرية والعدالة» من إطلاق قوات الأمن النار الحي على المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول. وفي محافظة الشرقية، أصيب أكثر من 100 شخص في مواجهات بين أنصار مرسي ومعارضيه، وألقت الشرطة القبض على أكثر من 10 من الإخوان بحوزتهم أسلحة نارية. ودارت معركة عنيفة بين «الإخوان» ومعارضيهم أمام مبنى ديوان عام محافظة الاسماعيلية، حين حاول أنصار مرسي اقتحام مقر المحافظة، لكن الأهالي وقوات الشرطة والجيش تصدوا لهم، وقتل 3 شخص في تلك المواجهات، وجرح أكثر من 100. وأوقفت قوات الشرطة في سوهاج (جنوب مصر) عشرات من أنصار مرسي بعد اشتباكات مع معارضيه في محيط ديوان محافظة سوهاج. وانتشرت قوات ومصفحات للشرطة والجيش بكثافة في شوارع وميادين المدينة تحسباً لوقوع أي مصادمات أو أعمال عنف جديدة ولمنع أي محاولة لاقتحام مقرات حكومية. وشهدت مدينة دمنهور في محافظة الدقهلية اشتباكات حادة أمس بين أنصار مرسي ومعارضيه سقط فيها عشرات المصابين. وحاول مئات من أنصار مرسي اقتحام قسم شرطة «كرداسة» في الجيزة، لكن قوات الأمن تصدت لهم. وأسفرت المواجهات بين الطرفين عن إصابة العشرات بينهم 14 من ضباط وجنود الشرطة. وأسفرت اشتباكات اندلعت في مدينة أسيوط (جنوب مصر) عن مقتل مواطن واصابة عشرات.