التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما في بريتوريا أمس، عائلة الرئيس الجنوب أفريقي السابق نلسون مانديلا، من دون أن يتوجه إلى مستشفى «ميديكال هارت هوسبيتال» الذي نقل إليه بطل النضال ضد الفصل العنصري البالغ 94 من العمر منذ ثلاثة أسابيع، إثر إصابته بالتهاب رئوي. وصرح الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما بأن «مانديلا ما زال في حال حرجة ولكن مستقرة، وآمل بأن يعود إلى بيته قريباً جداً». وأعلن مسؤول أميركي أن الرئيس وزوجته ميشيل «عقدا لقاءً خاصاً مع أفراد عائلة مانديلا للتعبير عن مواساتهما لهم وصلواتهما من أجلهم في هذه اللحظة الصعبة». وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره زوما في بريتوريا، أشاد الرئيس أوباما «بشجاعة» مانديلا، ووصف أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا بأنه «مصدر إلهام لي شخصياً وللعالم». وكان الرئيس الأميركي صرح في الطائرة التي أقلته إلى جنوب أفريقيا أنه لا يحتاج إلى «صورة» مع مانديلا، لكنه لم يستبعد زيارته إذا وافقت عائلته على ذلك، علماً أنهما التقيا في واشنطن عام 2005، حين كان مانديلا عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي. وكان لقاء جديد بينهما سيشكل ذكرى مهمة. وفيما تهتم الصين ودول ناشئة بالثروات الطبيعية لجنوب أفريقيا، قال أوباما إن «الولاياتالمتحدة يجب ألا تبقى بعيدة»، مع العلم أن 600 شركة أميركية تتمركز في جنوب أفريقيا، وتوظف حوالى 150 ألف شخص. ولاحقاً، تحدث أوباما إلى طلاب في سويتو، المكان الرمزي الكبير للنضال ضد الفصل العنصري، في وقت تجمع ناشطون تعبيراً عن معارضتهم للسياسة الخارجية الأميركية. ثم توجه إلى مدينة كاب حيث زار جزيرة روبن حيث سجن مانديلا 18 من 27 سنة أمضاها في معتقلات نظام التمييز العنصري، وكذلك مركزاً أسسه أسقف الكاب الأنغليكاني السابق ديسموند توتو لمساعدة الشبان الإيجابيي المصل. على صعيد آخر، أعلن الرئيس السنغالي ماكي سالفي أنه طالب أوباما، خلال لقائهما في دكار الخميس الماضي، بتقديم مزيد من المساعدة للدول الأفريقية التي تحارب المتشددين الإسلاميين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» في منطقة الصحراء الكبرى، علماً أن السنغال مجاورة لمالي التي نفذت فرنسا عملية عسكرية بدءاً من كانون الثاني (يناير) الماضي لطرد «الجهاديين» من مناطقها الجنوبية. وقال سالفي: «تحتاج أفريقيا وليس السنغال فقط إلى امتلاك قدرة عسكرية لحل هذه المشكلة، لكننا نحتاج إلى التدريب والعتاد والمعلومات، والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا يجب أن تضطلع بدور مهم في مساعدة الدول الأفريقية في التغلب على ضعف القدرة العسكرية والموارد»، في مواجهة الإسلاميين الذين تزودوا أسلحة نهبت من مخازن ليبيا بعد سقوط معمر القذافي عام 2011. وأضاف: «أعتقد أن الرئيس أوباما يدرك أن الإرهاب يتحرك في أرجاء العالم منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وهو مستعد للعمل في هذا الشأن». واعتبر سالفي أن «الوقت حان لتعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدة وأفريقيا، وهي قارة يمكن الاستثمار فيها واسترداد الاستثمار فيها بسهولة كبيرة». ونشرت الولاياتالمتحدة طائرات استطلاع بلا طيار، وأرسلت مدربين عسكريين إلى النيجر لتجهيز القوات الأفريقية التي ستشارك في مهمة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في مالي وتضم 12 ألف عسكري، والمقرر أن تبدأ في أول تموز (يوليو) المقبل.