اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بمقاطع فيديو صادمة لأشخاص زعموا أنهم مصنعون صينيون لمنتجات العلامات التجارية الفاخرة، التي تُباع بأسعار خيالية حول العالم، بينما يمكن الحصول عليها من الصين بأقل من عُشر السعر. وفي أحد المقاطع، ظهر مورد صيني يدّعي أنه يصنّع حقائب لمصلحة علامة تجارية معروفة تُباع إحدى موديلاتها ب34.000 دولار، مؤكدًا أنه يمكن شراء الحقيبة نفسها من المصنع مباشرةً ب1400 دولار فقط. هذه المقاطع جاءت على خلفية التوترات المستمرة في الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، ويبدو أنها فجّرت قنبلة في وجه العلامات التجارية العالمية، خصوصًا تلك المختصة في الحقائب والأحذية الفاخرة، حيث كشفت المقاطع أن القيمة الحقيقية لهذه المنتجات لا تعكس جودتها، بل تعكس استغلالًا مبالغًا فيه لشهرة الاسم التجاري والشعار فقط. أسعار خيالية تنهار في جولة على أحد محلات بيع الحقائب في عمارة الملكة بجدة، أفاد أحد البائعين — فضّل عدم ذكر اسمه — ل«الوطن» بأن سوق الحقائب الفاخرة أصبح يعاني ضعفا شديدا في الإقبال منذ ظهور تلك المقاطع الصينية. وأوضح أن 80% من حقائب الماركات العالمية يتم تصنيعها في الصين، لكن الشركات ترفض الاعتراف بذلك، وتقوم ببيعها بأضعاف مضاعفة من السعر الحقيقي، قائلًا: «يأخذون الحقائب من المصانع الصينية بسعر زهيد، ويضعون عليها الشعار فقط، مع تغليف فخم، وتُباع بعد ذلك بعشرات الآلاف!». وأضاف أن بعض الحقائب التي كانت تُباع ب18 ألف ريال انخفضت الآن إلى 2000 ريال فقط. لكنه أشار إلى أن المقاطع الصينية قد لا تشمل جميع الماركات، حيث لا تزال بعض الشركات العالمية الكبرى متمسكة بجودتها وأسعارها، مثل حقائب ألمانية يصل سعرها إلى 35 ألف ريال. المجتمع بدأ يتغير قالت فاطمة الغامدي إنها بدأت تلاحظ نظرة المجتمع المختلفة تجاه من يقتني «براندات» عالمية. وأضافت: «أصبح يُنظر إليهم وكأنهم سُذّج، يدفعون آلاف الريالات على منتجات لا تختلف كثيرًا عن غيرها». وأكدت أنها اشترت قبل شهر حقيبة من ماركة معروفة ب7000 ريال، لكنها فوجئت بعد انتشار المقاطع بوجود الحقيبة نفسها تُباع ب500 ريال فقط على أحد المواقع الإلكترونية. وعي المشتري يفرض نفسه أما مها الأحمدي فذكرت أنها كانت قد اشترت حقيبة ب5000 ريال من علامة تجارية عالمية، لكنها تفاجأت بعد انتشار المقاطع بكمّ المعلومات التي تؤكد أن الحقائب تُصنّع في الصين ثم يُضاف لها شعار «البراند»، وتُباع بأسعار خيالية. وتقول مها: «الآن الناس أصبحوا أكثر وعيًا. الحقيبة نفسها الي كانت ب5000 صارت تُباع ب900 ريال فقط بسبب ضعف الإقبال. الناس صاروا يبحثون عن البدائل المعقولة بدل رمي فلوسهم على شعارات». التجار مجبرون على التخفيضات في جولة ميدانية أجرتها «الوطن» على محلات بيع الحقائب بجدة، لوحظ أن التجار بدأوا في تخفيض أسعار الحقائب الفاخرة إلى نصف قيمتها الأصلية خوفًا من بقاء البضائع في المستودعات دون بيع. بحسب التجار: انخفض سعر حقيبة من ماركة معروفة من 3000 ريال إلى 600 ريال فقط. ماركة أخرى انخفضت من 7000 ريال إلى 1200 ريال. وأكد بعض أصحاب المحلات أن انتشار المقاطع الصينية أضر بسمعة «البراندات» العالمية بشكل كبير، خاصة في فئة الحقائب، وأدى إلى حالة من المقاطعة من قبل المستهلكين.