في زيارة تحمل دلالة رمزية كبيرة لأول رئيس أميركي من جذور أفريقية يزور القارة، بدأ باراك اوباما جولته الأفريقية أمس في السنغال وتفقد «بيت العبيد»، معايناً المحطات القاسية في تاريخ الأفارقة الأميركيين. لكن تدهور صحة الزعيم الجنوب الأفريقي نلسون مانديلا الذي بات بين الحياة والموت في احد مستشفيات بريتوريا، أرخى بظلاله على الزيارة، وقد يعدّل برنامجها. وفي حال توفي مانديلا قبل وصول اوباما الى جنوب افريقيا اليوم، قد يلغي مساعدو الأخير زيارات مقررة الى جوهانسبورغ وكاب تاون. وأجرى اوباما محادثات مع الرئيس ماكي سالفي في داكار، المحطة الأولى في جولته ضمن قارة تربط اجداده بها علاقة قوية ويزور فيها 3 دول ليست بينها كينيا، مسقط رأس والده. ولاحقاً، توجه مع زوجته ميشيل على متن عبّارة الى جزيرة غوري، متحف «بيت العبيد» المشيّد لتكريم افارقة رحِّلوا عبيداً الى القارة الجديدة. ويرمز ذلك الى الحقبة المظلمة في تاريخ الولاياتالمتحدة وأفريقيا. وقال المشرف على المتحف ايلوي كولي: «هناك رابط بين اوباما الأميركي المتحدر من افريقيا عبر والده وزوجته الأفريقية - الأميركية التي يتحدر اجدادها من هذه القارة». ووصف الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني جولة اوباما الأفريقية بأنها «مهمة جداً نظراً الى اصوله الأفريقية - الأميركية»، علماً ان مسؤولين اميركيين شددوا على اهمية الديموقراطية في السنغال، ذات الغالبية المسلمة، مرجحين ان تتناول محادثاته الوضع في مالي المجاورة قبل بدء انتشار قوات تابعة للأمم المتحدة. وتواكب جولة أوباما ساعات استثنائية يستعد العالم خلالها لتوديع مانديلا الذي بات يتنفس بواسطة الأجهزة. وحتّم ذلك إلغاء الرئيس الحالي لجنوب افريقيا جاكوب زوما زيارة مقررة لموزامبيق. والتقى مانديلا خلال زيارته الولاياتالمتحدة عام 2005، اوباما حين كان الرئيس الأميركي سناتوراً حديث العهد، وتحدثا عبر الهاتف مرات منذ ذلك الحين. لكن ظهورهما العلني معاً بات شبه مستحيل اليوم. وأشار اوباما مرات الى الرابط الذي يجمعه بأفريقيا. لكن سلسلة ازمات دولية خلال ولايته الأولى، منعت زياراته للقارة، إذ اكتفى برحلة قصيرة الى غانا عام 2009. وتركز جولة اوباما الآن على الإمكانات الاقتصادية الصاعدة لأفريقيا والطبقة الوسطى المتزايدة فيها، وكذلك على البرامج الصحية المخصصة للشباب. كما تهدف الى تعزيز التزام الولاياتالمتحدة المنطقة التي تستفيد من استثمارات كبيرة للصين. وقال كارني: «لم نصل متأخرين»، في اشارة الى زيارة جو بايدن، نائب اوباما، أفريقيا مرات منذ 2009، وبذل الإدارة الأميركية جهوداً ديبلوماسية حثيثة على مستوى القارة. وهناك مَن لا يزال يتذكر أن الفرح العامر الذي واكب انتخاب اوباما عام 2008 تلته خيبة كبيرة لدى سكان القارة الذين أملوا بأن يدرجهم بين أولوياته.