لا تتأخر البورصات الدولية في تحدي قواعد الاقتصاد العالمي، كما كان للأموال التي أغرقت أسواق المال مفعول على القواعد التي تسيطر على قرارات مشغلي البورصات والتي تلاشت. فبعض فئات الأنشطة المالية التي كانت مصنفة بال «خطرة جداً» أصبحت آمنة فجأة. وبغض النظر عن الذهب، الذي جُمدت الاستثمارات الدولية فيه في شكل شبه كامل، يسجل المراقبون تحركات استثنائية في أسواق الصرف. وأصبح توقع أوضاع سندات الخزينة صعباً، إذ في حين زادت الفوائد على سندات دول تعتبر الأقوى اقتصادياً، مثل ألمانيا والولايات المتحدة سريعاً، تدهورت في المقابل على السندات الايطالية والاسبانية واليونانية والبرتغالية. واعتبر محللون سويسريون أن توافر السيولة المالية بكلفة متدنية يتحكم بمسار المؤشرات المالية وفوائد سندات الخزينة الحكومية في العالم. وبين سندات خزينة يزيد مردودها وأخرى تتدهور أوضاعها، أصبح المستثمر في حيرة من أمره، ولذلك وُجد مؤشر تقني غير معروف دولياً بل يعتمد عليه المشغلون في بورصة «وول ستريت» للاستمرار في أنشطتهم، وهو «ديث كروس». ويعمل هذا المؤشر على المقارنة بين معدلات مردود سندات الخزينة الأميركية «تي بوند»، على الأمد القصير، الذي لا يتجاوز 50 يوماً، والأمد الطويل وهو 200 يوم. وعندما يكون معدل فوائد سندات «تي بوند»، الذي يُقاس على المدى الطويل، أدنى من ذلك، والذي يتم قياسه على المدى الطويل، فإن أسواق المال ستنتعش ويجب الاستثمار فوراً. ويرسو معدل فوائد هذه السندات على المدى القصير عند 1.82 في المئة، وعلى المدى الطويل عند 1.78 في المئة، ما يعني أن الاستثمار في أسواق المال ينطوي على أخطار جدية. وأشار خبراء إلى أن مؤشر «ديث كروس» التقني كان له نشاط غير عادي في السنوات الست الماضية، إذ أن المستثمرين أقبلوا أربع مرات على إنفاق بلايين الدولارات لشراء السندات الأميركية «تي بوند». ولا شك في أن ذلك أنعش أسواق المال وأسواق سندات الخزينة الأميركية والأوروبية. ويجب رصد تحركات المصرف المركزي الأوروبي ومجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي الذي يهدد بالانسحاب من تزويد الأسواق المصرفية الأميركية بالمال، أما في سويسرا فقد يكون «ديث كروس» مستشار المستثمرين بامتياز.