يرصد خبراء البورصات الأوروبية منافساً جديداً للسندات الحكومية الأوروبية، يتمثّل في «صندوق الإنقاذ الأوروبي»، الذي يختلف تماماً عن مجموعة حلول خيالية يعوّل عليها الزعماء الأوروبيون للتملّص من مسؤولياتهم وخططهم المثيرة للجدل. وستشكلّ سندات الخزينة الألمانية «بوند»، المنافس الرئيس لصندوق الإنقاذ الأوروبي، الذي يستعد لإصدار دفعة جديدة من السندات الخاصة به، والتي تسعى إلى الاستحواذ على درجة التصنيف الائتماني الممتاز «AAA». وتثير طريقة عمله وسُبل تفاعله مع أزمة الديون السيادية الأوروبية، تساؤلات عدة حول دوره خلال الشهور المقبلة، إذ يتوقّع محللون تضييق الخناق على دول منطقة اليورو في جنوب أوروبا. لذلك، يفضّل عدد من البرلمانيين الأوروبيين تحويل الصندوق إلى تجارة مربحة تتوجّه إلى المستثمرين الدوليين الأغنياء، وتترسّخ جذورها مع الوقت. وأصدر الصندوق حتى الآن عدداً قليلاً جداً من السندات، في حين لا يمكن الاستخفاف بقوة الاقتصاد الألماني، إذ تسعى برلين إلى جذب مستثمرين، منهم أميركيون وسويسريون، عبر سندات خزينة حكومية. بيد أن أداء آخر المؤشرات الاقتصادية والمالية الصادرة عن ألمانيا تراجع قليلاً، ما أثر في أداء سندات الخزينة التي تعطي اليوم فوائد لا تتجاوز الاثنين في المئة على مدى 10 سنوات، مقارنة بفوائد تصل إلى 3.07 في المئة لسندات صندوق الإنقاذ الأوروبي، النادرة في الأسواق المالية. ولم تبد حكومة برن والمصرف المركزي اهتماماً لتدويل سندات الخزينة تجارياً، من ضمن خطة دفاعية تنوي سويسرا من خلالها تصريف أعمالها الخاصة في شكل مستقل بعيداً من الضغوط. وتشمل الشكوك حول مشاكل ديون أوروبا الجنوبيةألمانيا، ويتفادى السويسريون أي أعمال مع دول اليورو، باستثناء تنشيط آليات الصادرات والواردات، في حين تزعزعت سمعة سندات الخزينة الألمانية ولم تعد الملجأ الآمن المفضل للمستثمرين، ما يعني أن سندات الصندوق هي المرشّح الأقوى أوروبياً لسد ثغرة الإقبال على شراء سندات الخزائن الحكومية. وبدأ كل من ايطاليا وإسبانيا والبرتغال يستعد لشراء سندات الصندوق، اعتباراً من فصل الشتاء المقبل، بينما يُبدي المستثمرون في بورصة «زوريخ» حتى الآن، حذرهم من هذه السندات، التي تستقطب اليوم انتباه حكومات دول أميركا اللاتينية التي تتراكم عليها ديون لم تحصَ بدقة بعد. وبات واضحاً لكبار الاقتصاديين أن معادلة طرح سندات الصندوق خلفاً لأقوى السندات الأوروبية، أي الألمانية، تعتمد على انتزاع دعم سياسي أوروبي واسع قادر على إقناع الدول الكبرى والمستثمرين الأغنياء بشرائها.