أعلن مسؤولون أميركيون انه تم وقف تقدم عناصر «الدولة الاسلامية» (داعش) للسيطرة على مدينة عين العرب السورية (كوباني) الكردية، مرجحين ان يتمكن المقاتلون الاكراد من الصمود لفترة غير محددة بدعم من الضربات الجوية الاميركية. وكان الجيش الاميركي اعلن ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها نفذوا حوالى 6600 طلعة جوية ضد «داعش» وألقوا أكثر من 1700 قنبلة. ويأتي ذلك في وقت قتل اكثر من 500 عنصر من «داعش» خلال شهر منذ توسيع نطاق الحملات الجوية بقيادة الولاياتالمتحدة من العراق لتشمل سورية في محاولة لوقف تقدم التنظيم. وتبقى آثار الغارات موضع نقاش في واشنطن، حيث يؤكد البيت الابيض انها ألحقت خسائر بالتنظيم، فيما يشير منتقدو الضربات الى ان تنظيم «الدولة الاسلامية» حقق مكاسب على الارض رغم الغارات. وفي واشنطن، اقر وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل بنتائج «متفاوتة» للضربات، قائلاً: «نعتقد ان استراتيجيتنا تحقق نجاحاً». ويبدو ان الاكراد في عين العرب، تمكنوا من صد هجمات الاسلاميين وصمدوا لاكثر من شهر فيما تلقوا وعوداً بتعزيزات من اكراد العراق والقاء الولاياتالمتحدة اسلحة من الجو. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان خطوط القتال بين «داعش» والقوات الكردية لم تتغير منذ اسبوع، مضيفاً: «اعتقد ان الاكراد الذين يدافعون (عن المدينة) سيتمكنون من الصمود». واورد مسؤول آخر في القيادة الاميركية الوسطى المكلفة المنطقة: «اذا شاهدتم ماذا حصل منذ اسبوع ونصف، فان خط الجبهة في كوباني لم يتحرك تقريبا»، متحدثاً عن «حرب شوارع» على الارض مع تبادل للسيطرة على بقايا منازل من وقت الى آخر. ولمدينة عين العرب المجاورة للحدود مع تركيا اهمية رمزية لعناصر «داعش» والتحالف الدولي على السواء، ما يجعل المسؤولين الاميركيين في القيادة الوسطى يتوقعون استمرار هجوم التنظيم. وافاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان تنظيم «الدولة الاسلامية» احرز الخميس تقدماً بعد اشتباكات طويلة بدأت الاربعاء في شمال المدينة وفي وسطها، وذلك للمرة الاولى منذ ايام. كما تمكن التنظيم من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل ايام لصالح المقاتلين الاكراد، وفقاً للمرصد ايضاً. ويواجه عناصر التنظيم المتطرف مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد الذين تلقوا في بداية الاسبوع مساعدات عسكرية القتها طائرات التحالف، وينتظرون وصول مقاتلين اكراد من قوات البيشمركة بعدما وافق برلمان اقليم كردستان العراقي على ارسال مقاتلين. من جانب آخر، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الكويت ستستضيف الاسبوع المقبل مؤتمراً يبحث سبل الحد من الحملات الهادفة الى تجنيد الجهاديين في العراق وسورية وخصوصاً عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. وقالت الناطق باسم الخارجية جنيفر بساكي ان «هذا المؤتمر سيكون فرصة لتبادل الافكار في شكل معمق بهدف تعزيز التعاون بين الشركاء في التحالف» الدولي ضد تنظيم «داعش». وسيجمع المؤتمر مندوبين من البحرين وبريطانيا ومصر وفرنسا والعراق والاردن ولبنان وعمان وقطر والسعودية والامارات العربية المتحدة. وسيمثل الولاياتالمتحدة مساعد وزير الخارجية للشؤون العامة ريك ستنغل ومنسق التحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن. واضافت بساكي ان «جميع الدول التي ستحضر ستطالب بتحرك اكبر. البعض سبق ان اتخذ تدابير. ان مفتين تحدثوا في العديد من هذه الدول وهناك حكومات تحركت».