شنت الطائرات الأمريكية الثلاثاء، وأمس الأربعاء، 18 غارة جوية في محيط مدينة عين العرب الكردية المعروفة ب «كوباني» شمال سوريا، التي باتت عدة أحياء منها في أيدي مسلحي تنظيم «داعش»، كما أعلن الجيش الأمريكي. ودمرت هذه الغارات مواقع قتالية للإسلاميين المتطرفين، وأصابت 16 مبنى كانوا يحتلونها قرب عين العرب، كما أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية المكلفة في المنطقة في بيان. وتمكن المقاتلون الأكراد أمس من استعادة موقعَين من تنظيم «داعش» شمال مدينة عين العرب السورية «كوباني»، في الوقت الذي يشن فيه التحالف الدولي غارات متواصلة على مواقع التنظيم. واستعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على نقطتين في حي «كاني عربان» الواقع شمال شرق المدينة. وكانت قوات التحالف الدولي كثفت قصفها بشكل لافت في الساعات الأخيرة على مواقع التنظيم قرب مدينة عين العرب، بحسب ما أعلنت القيادة الأمريكية الوسطى. وذكرت القيادة الوسطى أن «الدلائل تشير إلى أن الغارات الجوية أدَّت إلى إبطاء تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة المحيطة بالمدينة». وتواصلت أمس الاشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، وتنظيم «داعش» في المدينة، التي تتعرض منذ 16 سبتمبر إلى هجوم من قِبل التنظيم المتطرف بهدف السيطرة عليها وسط مقاومة شرسة يبديها المقاتلون الأكراد. ويسيطر تنظيم «داعش» على نحو 50% من مدينة عين العرب «كوباني»، التي تبلغ مساحتها بين 6 إلى 7 كيلومترات مربعة، وتقع في محافظة حلب، علما أن مقاتليه فشلوا في تحقيق أي تقدم إضافي منذ بلوغهم وسط المدينة قبل يومين. ونجحت الغارات التي ينفذها التحالف الدولي في إبطاء تقدم المسلحين الجهاديين، وساعدت المقاتلين الأكراد على الصمود في وجه عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» الأكثر تسليحا، وحتى على استعادة مواقع سبق أن خسروها. من جهته اعتبر البيت الأبيض أن الاستراتيجية التي وضعتها الولاياتالمتحدة لمواجهة «داعش» في العراق، وسوريا «تحقق نجاحا». وقال جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض «نحن لا نزال في الأيام الأولى من وضع هذه الاستراتيجية، إلا أن العناصر التي نملكها حتى الآن تفيد بأن هذه الاستراتيجية تحقق نجاحا». وضاعف التحالف الدولي ضرباته الجوية ضد التنظيم في «كوباني»، وتمكَّن من وقف تقدم الجهاديين، الذين تلقوا 21 غارة خلال 48 ساعة. وأفاد مراسل «فرانس برس» في معبر مرشد بينار التركي الحدودي أن أصوات إطلاق النار، والقذائف كانت مسموعة صباح أمس. ويسيطر الجهاديون على نصف «كوباني»، ثالث مدينة كردية سورية «الأحياء الغربية، والشرقية، وحيّ في الشمال، وجزء من الوسط»، ويسعون إلى عزل المدينة عبر الاستيلاء على شمالها لفرض حصار كلي عليها، وسد الطريق أمام الأكراد المتوجهين إلى تركيا.