وصفت الخارجية الأميركية الثلاثاء معركة كوباني التي يتابعها العالم «مباشرة» على شاشات التلفزيون ب»المرعبة»، واعتبرت أن هذه المدينة السورية الكردية الحدودية مع تركيا يجب أن لا تسقط بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي حول المحادثات الهاتفية الاثنين والثلاثاء بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ورئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو ان «الجميع يعتبر متابعة ما يحدث في كوباني بشكل مباشر امرا مرعبا». واضافت «لا أحد بالطبع يريد رؤية كوباني تسقط» في حين اعرب زميلها في البيت الابيض جوش ارنست عن «القلق الشديد» حيال مصير المدنيين. وتابعت بساكي ان «هدفنا الاول هو منع الدولة الاسلامية من تكوين ملاذات آمنة». واعلن الجيش الاميركي ان الولاياتالمتحدة مع السعودية والامارات شنت الاثنين والثلاثاء خمس ضربات جوية قرب كوباني المهددة بالسقوط في ايدي الدولة الاسلامية. واوضحت القيادة الاميركية الوسطى المكلفة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى في بيان ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها شنوا تسع ضربات جوية في سوريا الاثنين والثلاثاء بينها خمس غارات قرب هذه المدينة الكردية الواقعة قرب الحدود مع تركيا. وحذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء من ان كوباني «على وشك السقوط» مشددا على ضرورة شن عملية برية لوقف تقدم المتطرفين. من جهته يزور الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء البنتاغون حيث سيجتمع مع قادة القوات المسلحة ويطلع على سير الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في سورية والعراق. الى ذلك قال مسؤولون أكراد في مدينة عين العرب السورية الكردية إن الغارات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة أجبرت مقاتلي الدولة الاسلامية على التراجع إلى أطراف المدينة بعد أن اقتربوا من الاستيلاء عليها بعد هجوم مستمر منذ ثلاثة أسابيع. واجتذبت المدينة السورية اهتماما عالميا بعد أن أجبر تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية 180 ألفا من سكان المنطقة الذين يغلب عليهم الأكراد على الهرب باتجاه تركيا المجاورة التي أثارت غضب سكانها الأكراد برفضها التدخل. ورفعت الدولة الإسلامية رايتها على الأطراف الشرقية للمدينة يوم الاثنين غير أن التحالف الغربي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويضم دولا خليجية كثف غاراته منذ ذلك الحين. وقال إدريس ناسان نائب وزير الخارجية في الإدارة المحلية في كوباني «إنهم الآن خارج مداخل مدينة كوباني. كان الضرب والقصف فعالا جدا ودفع الدولة الاسلامية للتراجع عن مواقع كثيرة». وأضاف «هذا هو أكبر تراجع لهم منذ دخولهم المدينة ويمكن أن نعتبره بداية العد التنازلي لتراجعهم عن المنطقة». وكان مقاتلو الدولة الإسلامية يتقدمون صوب المدينة ذات الموقع الاستراتيجي من ثلاث جهات ويقصفونها بالمدفعية على الرغم من المقاومة الشرسة التي واجهوها من المقاتلين الأكراد الأقل تسليحا بكثير. وقال محللون عسكريون إن وقف تقدم الدولة الإسلامية باتجاه المدينة لم يكن ممكنا إلا بالقوة الجوية. وشن تنظيم «الدولة الاسلامية» امس هجوما في شرق عين العرب بهدف استعادة احياء انسحب منها ليلا بعد الضربات الجوية التي استهدفت مواقعه الخلفية من طائرات الائتلاف الدولي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تدور اشتباكات عنيفة في شرق مدينة عين العرب بعدما شن تنظيم «الدولة الاسلامية» هجوما لاستعادة الاحياء التي فقد السيطرة عليها». واضاف «قتل ثلاثة من افراد وحدات حماية الشعب (الكردية) واصيب عدد اخر منهم بجروح، وهناك خسائر بشرية مؤكدة في صفوف عناصر تنظيم الدولة الاسلامية» المتطرف. وكان المرصد اعلن في وقت سابق امس ان مقاتلي التنظيم انسحبوا ليلا من مناطق عدة في شرق مدينة عين العرب ومن الاطراف الجنوبية الغربية. واوضح المرصد ان الانسحاب جاء بعد استهداف «مواقعهم الخلفية بالغارات ما خلف خسائر بشرية في صفوفهم كما تأكدت اصابة اربع عربات على الاقل للتنظيم». وتمكن تنظيم «الدولة الاسلامية» مساء الاثنين من دخول كوباني التي يتقدم نحوها منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، بعد معارك ضارية مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وسيطر على ثلاثة احياء في شرق المدينة وتمركز على بعض الاطراف الجنوبية والجنوبية الغربية قبل ان يتمكن المقاتلون الاكراد من صده، ما اجبره على التراجع بعض الشيء. ونفذت طائرات الائتلاف الدولي العربي الثلاثاء غارات على مواقع التنظيم في محيط المدينة على دفعتين في الصباح وفي المساء. وبعد الغارات المسائية، نفذ التنظيم المعروف ب»داعش» انسحابه. وامس شن الائتلاف الدولي غارة جوية جديدة على مقاتلي التنظيم في المدينة المحاذية لتركيا. وعلى اثر الضربة الجوية ارتفع دخان اسود كثيف فوق تلة تقع الى شرق المدينة حيث تدور المعارك. وذكر الصحافي والناشط مصطفى عبدي من كوباني على صفحته على موقع «فيسبوك» صباح امس ان «جثث قتلى داعش تملأ شوارع حي مقتلة جنوب شرق كوباني». واشار من جهة ثانية الى استمرار وجود «المئات من العائلات وكبار السن» في كوباني، والى ان «الاوضاع الانسانية صعبة، والاهالي بحاجة الى مواد غذائية وماء».