فوجئ طالب حاصل على درجة امتياز مع «مرتبة الشرف» في الدراسة التمهيدية لمرحلة الماجستير في جامعة الملك فيصل في الأحساء بطي قيده «نهائياً»، من دون سابق إنذار. فيما تعذر الحصول على «إجابة شافية ووافية لهذه الأسباب». ولجأ الطالب إلى مخاطبة جهات عدة، بينها وزارة التعليم العالي، وإمارة المنطقة الشرقية، وجمعية حقوق الإنسان، وبعض أعضاء مجلس الشورى «أملاً في فتح ملف تحقيق حول هذا الفصل التعسفي» بحسب قوله. وكان الطالب رائد سعيد، الذي يعمل معلماً للغة العربية، قرر إكمال الدراسة الجامعية لنيل شهادة الماجستير، في ظل تفوقه الجامعي بعد أن أنهى دراسة البكالوريوس في جامعة الملك سعود في الرياض، وانتظم في الدراسات العليا في جامعة الملك فيصل، وحصل على درجات مرتفعة، أهّلته ليكون معيداً في الجامعة ذاتها، إلا أنه فوجئ بطي قيده الدراسي، وفصله «نهائياً» أثناء عمله على إنجاز بحث في الجزء الثاني من هذه الدراسة. ويقول رائد: «تقدمت لدراسة اللغة العربية في جامعة الملك فيصل، والدراسة تنقسم إلى قسمين، الأول يعتمد على دراسة ساعات معينة لمواد معينة، وأنهيت هذا القسم بكل تفوق، وحصلت على امتياز مع مرتبة الشرف، كما حصلت على توصية من رئيس قسم اللغة العربية بأن أصبح معيداً في الجامعة، أما القسم الثاني؛ فكان عبارة عن بحث تكميلي مقدم لقسم اللغة العربية، لاستيفاء متطلبات الحصول على درجة الماجستير (أدب ونقد)، وقمت بهذه الدراسة بعد موافقة مجلس الجامعة عليها». ويضيف: «أثناء انشغالي في إنهاء الرسالة للمناقشة، فوجئت بطي القيد برقم 4/2/352، وتاريخ 12-3-1433ه، وإنهاء الحلم الذي انتظرته طويلاً، وتحملت الصعاب من أجله، إذ إنني أسكن خارج محافظة الأحساء وغير مفرغ للدراسة، وأعاني من ظروف صحية». ويؤكد رائد أن الجامعة خالفت اللائحة الموحّدة للدراسات العليا في الجامعات السعودية، التي تنصّ مادتها رقم 52 على أنه «إذا ثبت عدم جدية الطالب في الدراسة، أو أخلّ بواجباته الدراسية، بناء على تقرير من المشرف على دراسته؛ يتم إنذار الطالب بخطاب من القسم المختص، وإذا أُنذر الطالب مرتين، ولم يتلافَ أسباب الإنذار؛ فلمجلس عمادة الدراسات العليا، بناءً على توصية مجلس القسم إلغاء قيده». ويستدرك: «لم يوجه لي إنذار، سواء من المشرف أم من رئيس القسم، وإذا سلمنا جدلاً بأنني غير جادٍ؛ فكيف حصلت على مرتبة الشرف والامتياز؟ كما أنني حصلت على توصية من المشرف للإعادة في القسم»، متسائلاً: «أليس هناك تناقض؟». وتقدم سعيد بشكوى إلى مدير الجامعة السابق الدكتور يوسف الجندان، مفصلاً ما جرى له: «إلا أنني لم أجد أية استجابة منه». ويتابع: «أمرُّ بظروف قهرية، واللائحة رقم 27 تنص على أنه (يجوز في حالات الضرورة القصوى، إعادة قيد الطالب الذي ألغي قيده، إذا كان الحائل دون مواصلة دراسته ظروفاً قهرية، يقبلها مجلس القسم والكلية)». ويستطرد: «إذا كانت الرسالة تشكل عائقاً لدى المشرف، فلا مانع لديّ من إعطائي ما يعادل الرسالة من وحدات دراسية، علماً بأن الرسالة تعادل ست ساعات، وهذا ما نصّت عليه اللائحة في المادة 33 (تكون الدراسة بأحد الأسلوبين؛ إما بالمقررات الدراسية والرسالة، أو بالمقررات الدراسية)». وكان الأستاذ المشارك في عمادة الدراسات العليا في جامعة الملك فيصل الدكتور إبراهيم كايد أوصى بأن يكمل رائد الدراسات العليا، «خصوصاً أنه جاد ومثابر، وحريص على المتابعة والبحث والتحصيل العلمي، ولديه مقدرة على تحليل النصوص، كما أنه قادر على الاستيعاب والاستنتاج». وحاولت «الحياة» الحصول على تعليق رسمي من المتحدث باسم جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز الحليبي، إلا أنه تعذر التواصل معه.