يستعد الإيرانيون للتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الجمعة المقبل، فيما دخل السباق الانتخابي مرحلة حاسمة بعد انتهاء المناظرات التلفزيونية واتجاه الكتل السياسية الى تقويم اوضاع مرشحيها. وأشارت مصادر في طهران الي حسم الإصلاحيين أمرهم، باعتبار حسن روحاني مرشحاً وحيداً لهم، بعد اتفاق مع نظيره محمد رضا عارف بدعم من اللجنة السباعية التي شكلتها مجموعة من مستشاري الرئيسين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني. ويتوقع صدور بيان في هذا الشأن خلال ساعات بعد اجتماع عارف ورفسنجاني. ورأت مصادر قريبة من الإصلاحيين انهم لا يريدون تكرار تجربة انتخابات 2005 الرئاسية التي توزعت فيها اصواتهم علي عدد من المرشحين، الأمر الذي استفاد منه الرئيس محمود أحمدي نجاد. وواجه الإصلاحيون ضغوطاً من انصارهم من مختلف المناطق للتركيز علي مرشح واحد، الا انهم فضلوا تأجيل الإعلان عن دعم مرشح واحد، لتفادي تركيز الأصوليين حملتهم ضده، في وقت يعاني هؤلاء من تشتت الأصوات، اذ بلغ عدد المرشحين الأصوليين خمسة هم: النائب غلام علي حداد عادل ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف ومستشار المرشد للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي وسكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي وسكرتير مجلس الأمن القومي سعيد جليلي. وتدور في اوساط القاعدة الأصولية تكهنات عن خريطة جديدة لمرشحيها تتجسد في ائتلاف بين قاليباف وحداد عادل وجليلي، فيما تداولت مصادر مطلعة انباء عن مساع لإقناع جليلي وحداد عادل بالانسحاب لمصلحة قاليباف. ولم تتوان اصوات اصولية عن اتهام ولايتي بمسايرة محور خاتمي - رفسنجاني. ويعتقد مراقبون ان الانتخابات الرئاسية لن تحسم من الجولة الأولي، ذلك ان جميع المرشحين متساوون لجهة الخطاب والشعبية. وفي هذه الحال، يتوقع ان تنحصر جولة الإعادة، بع اسبوع من الاولى، بتنافس بين روحاني وقاليباف. ونقلت اوساط رفسنجاني الذي يرأس مجمع تشخيص النظام عنه قوله إن «سلاح الاستبعاد والنظرة الضيقة استناداً إلى الأسس الحزبية والفئوية، لا يمكن لها ان تحل المشاكل التي يعاني منها المواطنون»، ودعوته الي انتهاج «سياسة انفتاح وتعاطٍ إيجابي مع الكفاءات للخروج من هذه الأجواء». في المقابل، رفض جليلي مقارنته بالرئيس أحمدي نجاد، مشدداً علي انه «يحمل خطاب» الأمام الخميني ومرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، نافياً احتمال انسحابه من السباق الانتخابي لمصلحة مرشح آخر.