تعهد حسن روحاني، المرشح المعتدل لانتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة بعد غد، اتّباع نهج الرئيسين السابقين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني، إذا انتُخب، فيما أربك انسحاب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف، التيار الأصولي المشتت. وتطرّق رفسنجاني إلى انتخابات 2005 التي خسرها في الدورة الثانية أمام محمود أحمدي نجاد، محذراً من «نجاح تيارات متطرفة غير مسؤولة، في تكرار أخطاء ارتُكبت قبل 8 سنوات». وانتقد «شخصيات وتيارات متطرفة مسؤولة عن الأوضاع التي وصلت إليها البلاد، كانت تدافع خلال السنوات الماضية عن سوء الأداء، لكنها الآن تتخلى عن مسؤوليتها وتتهم آخرين بالتقصير»، معرباً عن أسفه ل «الانحراف عن مسيرة الثورة، ما ساهم في تشديد الأعداء ضغوطهم، من خلال أقسى عقوبات اقتصادية فُرضت على إيران». ودعا إلى انتخاب رئيس معتدل «راكم تجارب في إدارة البلاد»، معتبراً أن معالجة المشكلات في إيران «ممكنة من خلال تشكيل حكومة قوية تستفيد من الطاقات والخبرات». تحذير رفسنجاني قبل ثلاثة أيام من الانتخابات، يعيد إلى الأذهان تحذيره قبل يومين من انتخابات 2009، حين قال إنه يشمّ «رائحة دخان أسود». وشكر روحاني «الإصلاحيين على دعمهم»، قائلاً: «سأتبع الطريق الذي سلكه خاتمي ورفسنجاني». وأضاف: «لا أوافق على السياسة الخارجية للبلاد. سنسعى إلى توافق جيد (مع الدول الأجنبية)، لتخفيف العقوبات تدريجاً ورفعها بالكامل». وكان عارف انسحب من السباق الانتخابي، استجابة لطلب من «زعيم الحركة الإصلاحية» محمد خاتمي الذي اعتبر أن ترشحه «لن يكون حكيماً». لكن عارف تجنّب تأييد روحاني الذي ساندته زهرة مرتضوي، ابنة الإمام الخميني، و «جمعية العلماء المناضلين» (روحانيون) الإصلاحية، ونقابة العمال في ايران. وشكر خاتمي عارف، معتبراً إياه «أخاً عزيزاً»، وحضّ «الجميع، الإصلاحيين خصوصاً، وكل الذين يريدون عظمة أمتنا، على المشاركة في الانتخابات والتصويت لأخي العزيز روحاني». وأضاف: «أدعو جميع الإصلاحيين إلى أن يروا في خوض روحاني (السابق) فرصة لتحقيق مطالبهم وطموحهم». وتحاول أوساط إصلاحية حضّ الناخبين على التصويت لروحاني، معتبرة أن ذلك «سيحدّد نتيجة الانتخابات»، فيما سرت إشاعات عن رغبة وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي الانسحاب من السباق، كما فعل الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل. ورأى حسين نجابت، رئيس الحملة الانتخابية لحداد عادل، أن دور ولايتي يُعتبر «الأكثر حساسية بالنسبة إلى التيار الأصولي، ويحدد مسار بوصلة الناخب الأصولي». ونقلت وكالة «فارس» عن ولايتي إنه «سيتعاون مع أي مرشح آخر» من التيار الأصولي، ينال غالبية الأصوات، سواء فاز في الدورة الأولى أو الثانية. أما سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي فأكد نيته «البقاء في السباق حتى اللحظة الأخيرة»، فيما نفى نجاد تكهنات بمساندته جليلي، قائلاً: «لا الحكومة ولا أنا ندعم أي مرشح. ليس لدي سوى صوت واحد، مثل سائر المواطنين، وهو سري».