رهنت الخرطوم أمس استمرار التهدئة مع جارتها جنوب السودان وتطبيق اتفاقات التعاون بينهما بالكف عن دعم تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية». وطالبت الخارجية السودانية في بيان أمس حكومة جنوب السودان بالعمل على ضمان وقف كل أنواع الدعم والإيواء والتسهيلات التي تتلقاها المجموعات المسلحة من جوبا، ورأت أن تحقيق السلام والتنفيذ الكامل لاتفاقات التعاون بين البلدين لن يكونا ممكنين في ظل استمرار المساعدات لهذه المجموعات عبر الحدود المشتركة. وأضافت أن الاعتداءات الأخيرة لهذه المجموعات - وعلى رأسها «الحركة الشعبية - الشمال» - والتي بدأت قبل انتهاء جولة المفاوضات بين الحكومة والحركة في أديس أبابا، تؤكد «أنها لا تؤمن بالتفاوض ولا الحوار» ولا ترى وسيلة لتحقيق أهدافها وطموحات قياداتها «إلا عن طريق البندقية». وأشارت إلى أن «الجبهة الثورية» على رغم هزائمها المتكررة لا تزال تعلن اعتزامها مهاجمة مناطق جديدة من البلاد وتهديد حياة المواطنين في مناطق كردفان ودارفور والنيل الأزرق. وتحدثت تقارير في الخرطوم عن أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم شرع في إجراء مراجعة شاملة لمنهج التفاوض مع «الحركة الشعبية - الشمال» بعد استعادة منطقة أبوكرشولا الاستراتيجية من أيدي المتمردين. ورأت أن المعادلة تغيّرت بعد استعانة «الحركة الشعبية - الشمال» بمقاتلين من مسلحي الحركات المتمردة في دارفور للمشاركة معها في المعارك التي تخوضها ضد الحكومة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ما استدعى إعادة تغيير في أجندة التفاوض ونهجه. وكان الرئيس عمر البشير هدد بإغلاق أنابيب النفط مرة أخرى ما لم تكف دولة جنوب السودان عن دعم «الجبهة الثورية» والحركات المسلحة الأخرى، ولوّح بإلغاء اتفاقات التعاون كافة المبرمة بين الخرطوموجوبا. وشدد على أنه «لا اعتراف ولا تفاوض مع (الحركة الشعبية - شمال) ولا تفاوض مع الجبهة الثورية»، ووصفهم ب «العملاء والمرتزقة والإرهابيين» الذين باعوا وطنهم بدراهم. وناقشت هيئة قيادة «الجبهة الثورية» في اجتماع عُقد الاثنين في كمبالا برئاسة نائب زعيمها مني أركو مناوي الأوضاع الأمنية والسياسية وقالت إنها تبنت الحل السلمي الشامل المفضي إلى التغيير، لكن النظام الحاكم هو الذي فرض طريق الحرب ولا يرغب في أي حل سلمي ديموقراطي يفضي إلى التغيير. من جهة أخرى، حذّر رئيس السلطة الإقليمية في دارفور التجاني السيسي من أن الصراعات القبلية وانتشار السلاح ونشاط الحركات المتمردة يهدد عملية السلام في الإقليم. وحذر السيسي في مؤتمر صحافي أمس في الخرطوم من تفاقم الصراعات القبلية وقال إنها ستدخل دارفور في نفق مظلم.