تعثّرت المحادثات الجارية بين دولتي السودان في التوصل إلى اتفاق لوقف العدائيات وترتيبات أمنية بسبب الخلاف في شأن ما يقوله الشمال عن مسؤولية الجنوب عن دعم متمردين شماليين. واتهمت الخرطومجوبا بتعطيل المفاوضات من أجل منح المتمردين وقتاً للاستيلاء على مناطق في ولاية جنوب كردفان تكون قاعدة لهم. وتفاهم وفدا السودان وجنوب السودان في المفاوضات الجارية في أديس أبابا على ست نقاط تشمل وقفاً للنار وتأمين الحدود ومناطق النفط والالتزام بإيقاف التصعيد الإعلامي وتشكيل آلية من الاتحاد الأفريقي لمراقبة نشوب أي توترات بين الجانبين. لكن الطرفين اخفقا في صوغ اتفاق لوقف العدائيات بعد رفض وفد دولة الجنوب الاعتراف بدعم مقاتلي «الحركة الشعبية - الشمال» الذين يحملون السلاح في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقالت مصادر قربية من المفاوضات إن وفد السودان طلب من الجنوب نزع سلاح المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق وطرد قادة «الحركة الشعبية - الشمال» مالك عقار وياسر عرمان وعبدالعزيز الحلو من جوبا عاصمة الجنوب، كما طلب تعهداً من حكومة الجنوب بعدم إيواء الحركات المسلحة المناهضة لنظام الحكم في الخرطوم وإبعاد متمردي دارفور من الجنوب. وأفادت هذه المصادر أن وفد الجنوب رفض تلك الشروط وشدد على أهمية أن تقود الخرطوم حواراً مع «الحركة الشعبية - الشمال» لإقرار تسوية سياسية في الولايتين توقف الحرب. كما اقترح الجنوب الاستعانة بالأمم المتحدة لمراقبة الحدود المشتركة، وإصدار أوامر من قبل وزارتي الدفاع بسحب القوات الموجودة على حدود البلدين. لكن وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين رفض مقترحات الجنوب وتمسك بعدم مناقشة أي قضية ما لم تنفذ شروط الخرطوم. وعزت مصادر رسمية مطلعة تلكؤ الجنوب في التوصل إلى اتفاق أمني إلى سعي جوبا إلى كسب مزيد من الوقت للسيطرة على بعض المناطق في ولاية جنوب كردفان حتى تكون قاعدة للمتمردين في تحالف «الجبهة الثورية السودانية» وخروجهم من الجنوب تجنباً للضغوط التي تواجهها جوبا في شأن استضافتها المتمردين. ونشط الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي للتوفيق بين طرفي التفاوض. كما تدخل رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي واجتمع بمفاوضي البلدين في محاولة للتقريب بينهم وإنهاء الخلافات في شأن الملف الأمني. وقال المسؤول السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم حسبو محمد عبدالرحمن إن المؤشرات الأولية لتفاوض اللجنة الأمنية السياسية مع جنوب السودان تشير إلى أن المحادثات ستصل إلى نتائج جيدة في الملف الأمني. وقال للصحافيين أمس، إن وفد حكومته طلب من الجنوب فك الارتباط مع المتمردين الشماليين وتسريح الفرقتين التاسعة والعاشرة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتين تتبعان عسكرياً إلى الجنوب. وشدد على ضرورة التزام الجنوب بوقف العداء السياسي والإعلامي والعسكري الذي تنتهجه حيال الخرطوم.