علمت «الحياة» أن قادة لجان تنسيق التظاهرات المناهضة للحكومة عقدوا خلال الأيام الماضية سلسلة لقاءات في عمان مع رجل الدين عبد الملك السعدي الذي يلتف حوله المعتصمون، تمخضت عن الاتفاق على تشكيل لجنة للحوار مع الحكومة. وأعلن السعدي أمس مبادرة «حسن النوايا»، واختار أسماء أعضاء الوفد بعد التشاور مع قادة المعتصمين في الأردن. وقال في بيان أمس: «سبق أن طلبت في بيان سابق تشكيل لجنة من ساحات الاعتصام لتتولى إجراء المفاوضات مع الحكومة حول حقوق المتظاهرين. وقد رأيت من بعضهم حرجاً في تسمية أعضاء هذه اللجنة لاعتبارات عدة، فوجدت أن الأمر يتطلب أن أضع الأسماء بعد المشاورات والمداولات لنبرهن على حسن نوايا المتظاهرين الذين لا يبغون إلا إعادة الحقوق المشروعة إلى العراقيين». وزاد: «نؤكد الأمور الآتية لتكون أرضية للحوار، بينها أن لا تغفل المفاوضات موضوع الضحايا من المتظاهرين الذين سقطوا في الفلوجة والحويجة والموصل وإنصاف ذويهم»، وشدد على ضرورة «اعتبار كل مطالب المتظاهرين مشروعة لا يجوز التفريط بها ومن واجب الحكومة تنفيذها بأسرع وقت». وطالب بأن «يكون المتظاهرون المسالمون المطالبون بحقوقهم آمنين لا يجوز للحكومة أن تتابعهم ولا تقاضيهم لا الآن ولا مستقبلاً تحت أي ذريعة كانت، ولا ينبغي أن تكون الحوارات سرية في غرف مقفلة، وإنما يتم إطلاع جمهور المتظاهرين عليها أولاً بأول». وأشار إلى «أننا في الوقت الذي نعلم فيه ما بذله المتظاهرون من جهود مباركة مضنية في سلمية التظاهرات، والثبات على الحقوق، والصبر على تحقيق مطالبهم المشروعة، ونعلم مدى التسويف وعدم الاستجابة إذ لم ينفذ حق مشروع يذكر، إذ نعلم ذلك كله نشكل هذه اللجنة حقناً لدماء العراقيين، وحفاظاً على أرواحهم، وتوحيداً للصف العراقي بكل أطيافه، وسداً للذريعة التي تتهم المتظاهرين بأنهم لم يتقدموا بلجنة للحوار». وأضاف: «أننا نؤكد أن الحوار ينبغي أن يكون في مكان محترم لدى كل الأطراف، ونرشح لذلك مقام العسكريينِ،عليهما السلام، في سامراء لتسود أجواء الإخاء والرحمة والتسامح كما هو حال آل بيت النبوة، عليهم السلام»، وزاد: «لسنا طرفاً في ما يشاع من مفاوضات أو مخططات سرية داخل العراق أو خارجه بين أطراف لا نعلم عنهم ولا عن تحركاتهم شيئاً سواء مع الحكومة أو مع غيرها». وتمنى السعدي على المتظاهرين تضافر جهودهم لمؤازرة أعضاء هذه اللجنة (لجنة النوايا الحسنة)، «وشد أزرهم بالآراء السديدة والمقترحات المفيدة، وندعو الحكومة إلى أن تؤلف لجنة تحمل معها صلاحياتِ الاستجابة لحقوق المتظاهرين من دون تسويف ولا مماطلة». وعن أسماء أعضاء اللجنة، قال إنها جاهزة وسيتم إعلانها في بيان لاحق ويتم تسليمها إلى لجنة الحكومة عند أول اجتماع للتفاوض. وقال الناطق باسم معتصمي سامراء ناجح الميزان في اتصال مع «الحياة» من عمان أمس إن «ممثلين عن المعتصمين في المحافظات المنتفضة عقدوا سلسلة لقاءات مع الشيخ السعدي وممثلين عن البعثة الأممية في العراق طوال الأيام الماضية في عمان». وأضاف أن «هذه الاجتماعات تمخضت عن الاتفاق على التفاوض باعتباره فرصة أخيرة للحكومة، وفي حال فشلت المفاوضات فان كل الخيارات مفتوحة وأبرزها تشكيل الأقاليم في المحافظات المنتفضة للخلاص من ظلم الحكومة». ونفى الميزان الأنباء التي تحدثت عن اتفاق بين قادة المتظاهرين لوقف الاعتصامات، مؤكداً أنها «ستتواصل حتى في حال بدء التفاوض وإعلان اللجنة التوصل إلى قرارات حاسمة».