على ذكرى سيول الثلثاء، التي أخذت معها سور الفناء الخارجي لمنزله، في منطقة السر، 20 كيلو متراً جنوبالطائف، يقف سمير السواط في مسقط رأسه، محاولاً إيجاد تفسيرٍ مقنع، لما فعلته مياه الأمطار بالمنطقة التي ولد وترعرع فيها. فمنذ ما يقارب 34 عاماً، وتحديداً منذ ولادة سمير، لم يتذكر يوماً أن سيلاً مر عبر هذا الطريق، وخلف ما خلف من دمار، حسبما أورد السواط، لتنطبق مقولة الشاعر أحمد السديري «سيلٍ حدر مع وادي غير واديه ... مدري حلالٍ ماه ولا حرامِ». وعلى رغم كثرة التفسيرات والتحليلات المنطقية وغير المنطقية، التي تتصدر أحاديث مجالس أبناء الطائف، عن مرور السيل بهذه المنطقة، أشار سمير السواط، إلى أن الطريق المعتاد الذي يعبر معه السيل، يقع خلف منازلهم مباشرة، إلا أن مشاريع أمانة الطائف التي لجأت إلى إنزال شوارع الحي عن مستواها الفعلي، أدت إلى ترك السيل لواديه، ودخوله إلى المنطقة. وللكارثة أيضاً قصة ووقع على السواط، إذ لم تقتصر خسائره على فقدانه أثاث منزله الغارق بالمياه، ولا برحيل سور منزله مع السيل، بل احتوت أيضاً على خسارته ل 35 رأساً من الأغنام «الحرية» تقدر قيمتها بحوالى 42 ألف ريال، إلا أن قصته تهون مقارنة بحكاية جاره، إذ أشار في حديثه ل «الحياة» إلى خسارة جاره المنوم في أحد مستشفيات محافظة الطائف، بسبب فقدانه ل 200 رأس من الأغنام، ورحيل السيول أيضاً باستراحته التي لم يبق منها سوى معالم الأرض. السيول لم تكتف بالأضرار المادية التي سببتها للسواط، بل تجاوزت ذلك بدفعه للسكن وعائلته المكونة من خمسة أشخاص في إحدى الشقق المفروشة التي وفرها الدفاع المدني كمراكز لإيواء المتضررين، بعد شد وجذب مع مسؤولي الدفاع المدني. ويوضح سمير السواط أنه وسكان المنطقة المتضررة في «السر» لجأوا إلى أحد قائدي المعدات الكبيرة (شيول) ليساعدهم في إخلاء منازلهم من سكانها، مشيراً إلى أن الدفاع المدني كان حضوره تشريفياً، دون أن تساعدهم أي معدة في عمليات الإنقاذ.