يبدو أن أصابع الاتهام في تفجيري بوسطن تتجه إلى الداخل المحلي، إذ تستبعد معظم المؤشرات الأولية كون الأيدي المنفذة خارجية، وإن ظل الاحتمال مفتوحاً. وحملت نبرة تصريحات أدلى بها مسؤولون أميركيون أمس، بدءاً من رأس هرم السلطة الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومروراً بمسؤولين في مكتب الاتحاد الفيديرالي (إف بي آي)، ووصولاً إلى تحليلات محلية أخرى، ترجيحاً لاحتمال وقوف أيدٍ محلية وراء التفجيرين اللذين أوقعا 3 قتلى وأكثر من 170 جريحاً. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس (الثلثاء) إن تفجيري بوسطن، هما عمل «إرهابي»، إلاّ أنه من غير المعروف بعد من يقف وراءهما، داعياً إلى عدم القفز للوصول إلى استنتاجات. في حين رجّح مسؤول مكتب الاتحاد الفيدرالي في بوسطن ريتشيل رديسلورس، خلال مؤتمر صحافي أمس، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن التفجير «جنائي» ومن المحتمل أن يكون «إرهابياً»، فيما رجّح مسؤولون من «إف بي آي» أن تكون التفجيرات «من الداخل»، وأضافوا أن التوقيت له دلالات محلية عدة، منها ما يرتبط بجماعات راديكالية مناهضة للحكومة، والموعد النهائي لدفع الضرائب. وقرن محللون توقيت التفجيرين بذكرى اليوم الوطني لولاية ماساتشوستس، التي تستذكر المعارك الأولى من الحرب الأميركية لأجل الاستقلال، التي يحتفل بها سكان الولاية عبر إقامة فعاليات وسباقات تعبيراً عن فرحهم بالمناسبة، وبخاصة أنها تتصادف مع موسم الربيع. في السياق ذاته، وصف مسؤول في البيت الأبيض بحسب صحيفة النيويورك تايمز أي حدث من هذا النوع بأنه «إرهابي»، لكنه اعترف ب«أنهم لم يتمكنوا من تحديد الفاعلين الذين خططوا ونفذوا، إن كانوا خلية إرهابية محلية أو دولية». وتتزامن تفجيرات بوسطن مع اقتراب الذكرى السنوية لتفجير عام 1995 في المبنى الفيدرالي في مدينة أوكلاهاما الذي يعتبر الأكثر تدميراً إلى تاريخ هجمات 11 سبتمبر (نيسان) 2001. وذكر المتسابق من بوسطن الشرقية جيريت سلفستر (26 عاماً) أنه استبعد أن يكون التفجير إرهابياً، وظن في البداية التفجير القوي، الذي يساوي في قوته طلقة مدفع، جزءاً من الاحتفالات في المدينة، فواصل الجري من دون توقف، لكنه بعد الانفجار الثاني ورؤيته للحجارة والأتربة المتطايرة أدرك أن الانفجار حقيقي وبدأ يركض عكس مسار السباق، وسط الدمار والذعر وتدافع الحشود. يذكر أن ماراثون بوسطن السنوي، الذي وقع خلاله التفجيران أول من أمس، يعتبر الأقدم في العالم، ويقام دائماً في اليوم الوطني الذي يصادف يوم الإثنين الثالث من شهر نيسان (أبريل). بدأ الاحتفال به عام 1897 بمشاركة 18 متسابقاً، ويحاكي دورة الألعاب الأولومبية الصيفية عام 1896 ويضم الآن أكثر من 20 ألف متسابق من جميع أنحاء العالم ويجذب أكثر من 500 ألف متفرج. وشهدت بعض الولايات في الماضي جرائم تنفذها عصابات المافيا، وعصابات منظمة معروفة في عالم الجريمة الأميركية، بعضهم يمتلك أسلحة متطورة. وتعتبر بوسطن القريبة من نيويورك ويسكنها 600 ألف مواطن، واحدة من المراكز العلمية الشهيرة، وفيها جامعة هارفارد التي تعتبر إحدى أقدم جامعات العالم، ومعهد ماساتشوستس للتقنية.